قبل مئات الاعوام
وفي أحد الأيام استرق الۏحش السمع ليعلم كلمة السر ، وانتظر قليلاً ثم ذهب للأب وحاول تقليد صوت الإبنة ، ولم يكن لديه أساور فعرفه الأب فورًا ، ورفض أن يفتح له الباب
اغتاظ الۏحش جدًا ، وذهب إلى حكيم القرية وسأله أن يدله على شيء ، يجعل صوته ناعمًا كفتاة صغيرة ، وأن يدله على شيء آخر ، يستطيع أن يصدر صوتًا كالأساور ، ليبهج بها أطفال القرية
فأرشده الحكيم بأنه يستطيع أن يتناول دهن الغنم ، ثم يذهب بها إلى عش النمل ويدعها تأكل الدهن الذي في فمه ، حتى يزيح طبقات الدهون حول الحنجرة ، فيصير صوته كالفتيات الصغيرات ، أما عن الأساور فيستطيع أن يذهب إلى الشاطئ ويجمع بعض القواقع ، ويربطها جيدًا ببعضها فتصدر صوتًا جميلاً ، يبهج الجميع
قام الۏحش بتنفيذ ما أشار عليه به الحكيم ، ثم عاد إلى الوالد وأخبره بأنه ابنته روفا ، ثم طرق بالأساور فاطمأن الأب ، ولكنه ما أن فتح الباب حتى وجد أمامه ، غولاً أحمر العينان يحملق فيه ، ويقول له أخيرًا سوف ألتهمك دون أن أترك منك جزء واحدًا ، ثم بدأ بالتهام الرجل من قدميه أولاً حتى لا يستطيع الهروب ، وما لبث أن قضى عليه تمامًا
وصلت روفا إلى الكوخ فوجدت الباب مفتوحًا على مصراعيه ، فدخلت لتطمئن على أبيها ، فما وجدت منه سوى بقايا لحم وعظام ودماء ، فصړخت ولكن الۏحش كان أسرع منها ، فقيدها بشعر جسده القوي ، وحملها وانصرف بها
ظلت روفا تصرخ حتى سمعها شقيقها ، وأخبر إخوته أن شقيقتهم في خطړ ، فانطلقوا بحثًا عنها ووجدوا بقايا أبيهم ، فدلهم شقيقهم مرهف السمع على مكانها ، وذهبوا جميعًا لإنقاذ شقيقتهم ، التي ما أن رأتهم حتى انفرجت أساريرها ، وأخبرتهم أن الغول قيدها حتى يتزوج منها ، فاختبأ إخوتها ، حتى رآه شقيقها حاد البصر وأخبرهم أن الوقت قد حان ، فانطلقوا وفك وثاق شقيقته
ثم انطلقوا جميعًا هاربين ، ولكن شقيقهم حاد البصر أخبرهم أن الغول قادم ، فقام الشقيق الأكبر بحفر حفرة عميقة اختبئوا فيها جميعًا ، حتى أتى الۏحش وهو يشم رائحة البشر ، ولكنهم لا يراهم وظل يبحث كثيرًا ، حتى أرهق ويأس فعاد إلى كوخه المظلم ، وهنا نجا الأشقاء جميعًا ، وذهبوا وحذروا أهل القرية ، الذين نصبوا فخًا للوحش وقضوا عليه ، وأخذوا بثأر إينوفا الأب
تحياتى