شهد عصب سعاد سلامة

موقع أيام نيوز

 


وقت ليست كعادتها فى الثرثرهكانت صامته فقط 
بعد قليل خرج أحد الأطباء نهض زاهر واقفالكن قبل أن يستخبر منهتحدث الطبيب بآسف
للآسفالبقاء لله 
أغمض زاهر عيناه يشعر بحزن شديدلكن فتح عيناه ونظر ل حسني التى مازالت جالسه مكانهارد فعلها غير واضحدموع فقط تسيل من عينيهاسرعان ما تحولت تلك الدموع الى شهقه وصرخه وغابت عن الوعي 

يتبع

الثالث_والأربعون
شدعصب
بالمشفى صمتها لم يكن سوا نكران لتصديق تلك الحقيقه المريره والداها رحل بعيدا بلا عوده هو كان دوما بعيدا لكن كانت تعلم أن لها شخصا يهتم بشأنها أحيانا الآن رحل ظنت أن وقت رحيل جدها كان الأصعب لكن هذا الشعور أصعب بمراحلإستسلمت لواقع صعب لم يكن

بحسبانها حدوثه فجأة رغم مرض والداها المزمن من صعوبة الحدث فقدت الشعور بكل شئ حولها إختارت الغياب عن الوعى 
بنفس اللحظه شعر زاهر بغصه ووجهه بصره نحو حسني إنخض حين رأها تميل بنصف جسدها على تلك المقاعد وإنخض أكثر حين رأى بقعة د ماء تصبغ ملابسها هرول لها بلهفه قائلا 
حسني 
لا جواب نظر زاهر للطبيب الذى إقترب منهم ونظر ل وجه حسني الباهت والشاحب قائلا 
أكيد أغمي عليها من الصدمه 
نظر زاهر للطبيب بقلق كبير قائلا 
والد م ده أيه 
رد الطبيب 
المستشفى هنا فى دكاترة نسا هتصل على دكتوره تجي فورا 
بسرعه حمل زاهر حسني الفاقده للوعى وتوجه الى إحدي الغرفوضعها على الفراش ونظر له يشعر بوخزات قويه تعصف بقلبه بنفس الوقت دلفت إحدي الطبيبات ومعها ممرضه توجهت نحو حسني ونظرت لملامحها شعرت بالهدوء ونظرت ل زاهر وسألته 
إنت تقرب للمريضه أيه 
فكر زاهر للحظه وهو ينظر ل حسني قائلا بقلق 
جوزها 
اومأت الطبيبه له ثم قالت 
تمامإتفضل إخرج بره 
بتردد خرج زاهر من الغرفه كانت عيناه مسلطه على
حسني حتى خرج من باب الغرفه
بدأت التعامل مع حسني التى حين عادت للوعى هزت بدموع شفقت عليها الطبيبه
قامت بإعطائها إحدي الحقن المهدئه 
بعد دقائق إنتهت وخرجت من الغرفهنظرت نحو زاهر الذى كان يقف أمام باب الغرفه مباشرة ملامحه واضح عليها القلق التحفزقبل أن يسال الطبيبهتحدثت هى بعمليه
المدام بخير 
لكن سرعان ما شعر بإستغراب من ذالك الشعور الذى يختلج بهقبل ساعات كان غاضب منها ذاهب إليها من أجل أن يتشاجر معهاوالآن يشعر بالقلق عليهاتناقض يعيش به منذ أن دلفت تلك الفتاه الثرثاره الى منزله زوجهيريد إنهاء الزواجوكان يؤجله بلا سبب مقنع فى رأسهحتى بعد أن غادرت المنزل كان سهلا عليه الطلاق لكن مازال يعيش نفس التردد
تنهد بحيره بسبب تلك الغصه التى تنهش فى قلبهيلومه عقله
أليست تلك هى الآفاقه التى نسجت خطة خبيثه مع زوجة أبيها من أجل توريطك بالزواج منها 
جاوبه قلبه الذى تحكم
أين هى تلك زوجة أبيها ذهبت وتركت زوجها الذى كان يحتضرلو غيرها لتمسكت بالبقاء كما تمسكت حسنيتلك الشاحبه الراقده بالفراش تثير حر ب بين عقله وقلبهلأول مره يشعر أنه مثل الشريد بين عقله وقلبه 
زفر نفسه بحيره لا يعرف سبب لهاأهى شفقه على حسنيأم واجب عليهلأنها زوجته 
زوجته!
تلك الكلمه رنت برأسها تهكم للحظه قبل أن يهز رأسه ليس مستغربأليست بالفعل زوجته قولا وفعلا الآن عليه أن يترك تلك الحيره ل فيما بعد عليه الآن الإنتهاء من إلاجراءات الخاصه بوالد حسني 
خرج من الغرفهأخرج هاتفهقام بإتصال وإنتظر الرد 
زفر نفسه حين رد عليه الآخر ثم طلب منه
جواد والد حسني إتوفي فى المستشفي 
تثائب جواد وبلحظة خبث سأل 
مين حسني 
تنهد زاهر بعمق قائلا 
حسني مراتى يا جواد 
رد جواد ببساطه 
آه معليشي نسيت إنك متجوز أصلي فى الفتره الاخيره مش مركز شويهعالعموم البقيه فى حياتك 
علم زاهر أن جواد يتهكم عليه شعر پغضب من نفسه لكن قال
أنا متصل عليك عشان محتاج خدمه منك ك دكتور 
سال جواد
خير عاوزني أطلعلك شهادة الوفاه 
رد زاهر
لاء والد حسني ټوفي فى المستشفى أساساوإنت عارف إجراءات المستشفيات فى الحالات اللى زى دي بتاخد وقت على ما بيطلعوا تصريح خروج أنا سهل أطلب من الدكتور يخرجه على إنه مازال عايش بس هرجع تاني أجيب دكتور تاني يكشف عليه علشان أطلع تصريح ډفنإنت بصفتك دكتور ممكن تساعدنى أكيد لما يعرفوا إنك زميل لهمسهل يطلعوا تصريح الډفن ومعاه شهادة الوفاه 
تنهد جواد بآسى قائلا
تمام قولى إنت فى مستشفى أيه وأنا هتصرف 
اخبر زاهر جواد إسم المشفىثم أغلق الهاتفثم نظر الى حسني يشعر بحزن عميق فى قلبه 
ذهب نحو شباك موجود بتلك الغرفه ظل واقفا لوقت طويل يتأمل
الظلام الذى بدأ يتلاشى أمام إكتساح النورشعر أن بداخله يحدث مثل ذالكظلام يتبدد هو كان دائما يرى بحياته ظلام فقطلا ينال ما يريد 
بدايتا من أسره صغيره يسود الحب بين أطرافها 
زوج وزوجه وطفل ينعم بحنانهم ودلالهملم ينال ذالك بل تربى على جحود ونزوات رجل كان ومازال عديم الرجولهظن أن رجولته فقط فى جسدهقاټل دانيئكبر بلا إحساس كان يحسد كل من حوله حت حين يراهم يلهثون الى أبويهموهو يسمع اصوات ضجيج شا ذه نهاية كل ليله حين يعود والده وهو يترنح بسبب تلك المحرمات التى يحتسيها كان يكره أن يقترب منه

فقط بسبب سخاؤه المالى الذى 
خفق لإبنة عمته التى حين أباح لها بمكنون قلبه ناحيتها سخرت منهبل وصفعت قلبه أنها مغرمه 
ب جاويد المغوار فى نظرها ليس إبن سكير ربما يرث خصاله السيئهحقد وكره لو كان فسح لهم المجال فى قلبه لكان أصبح نسخه أخري من والده 
توقف زاهر
للحظات وعاتب نفسه
لكن مهلا ألست مثل والدكهو كان يعامل والداتك بسوء لأنه لم يكن حتى لو كانت آفاقه وكاذبه كما تعتقدجرحتها بأبشع طريقهرد فعلها كان غير توقعك ماذا ظننت أن تلهث خلفك مثلما كانت تفعل أمك
مع جحود والدك وتتقبل هى الأخرى طامعه ولفقت كذبه من أجل أن تتزوج بكلكن منذ أن تزوجتها لم تفرض نفسها عليك لمره واحدهلم تقترب منكلم تتعمد إغواءككانت تختفي من أمامك مثلما أمرتها ليلة الزفافكنت شبه لا
ترى طرفهالماذا كانت تفعل ذالكلو كانت كما تقول أنها طامعهما كانت إنتظرت كثيرا قامت بأفاعيل ترغمك على قبولهاحتي بعد تلك الليله لو كانت كما تظنلكانت ساومت بالبقاء ڠصبا عنكلكن هى غادرت ولم تأخذ معها سوا بعض ملابسهاولم تتحدث معكحتى حاولت إرسال نفقاتها مع إيجار المخزن كانت تأخذ فقط قيمة الإيجار والباقى تردهلم تكن تريد المواجهه معهالما
لما!
سؤال غريب لا تعرف إجابتهأنت عقلك مثل ذالك الظلام لكن مازالت تود أن يستطع نور بحياتكنور يعود به قلبك للنبضنور يجعلك تبصر على بداية طريق جديد وأنت ترسم بخطواتك هدف يتحقق مع كل خطوه تخطيهاأمل تسعي إليهلا تنتظر أن يسعي هو إليكأفق لن ينقشع الظلام من عقلك إن لم تسمح للنور أن يدخل قلبك ويفتت قسۏة الماضي 
أنت بمواجهه قويه وعليك الإختيار الآن إما أن تبدد ظلام عقلك أو ستجد نفسك ملعۏن بصوره أخري من أبيك الذى تبغضه
لا إختيار آخر أمامك الآن
بنفس لحظة مواجهة زاهر لنفسهسمع همس من خلفهإستدار ظنا أن حسني قد عادت للوعيلكن حين نظر لها كانت مازالت مغمضة العينان ولم يفسر من همسها سوا نطقها ل زاهر
كآنها كانت تنادي عليهعاود النظر خارج الشباك للحظات كان الظلام شبه إندثر وطيور بدأت تحلق فى السماء سعياعاود نظره الى حسني الراقده على الفراش رغم غصة قلبه لكن تبسم حين سمع همسها مرهلكن هذه المره وضح همسها بإسم والداها رأها تحاول فتح عينيها إقترب من الفراش شعر بإنشقاق فى قلبه من تلك الدموع التى تسيل من عينيها زخات رغم هدوئها حاولت النهوض بوهن منهاوقالت بعذاب
أبوياأنا لازم أخلص إجراءات المستشفى وكمان إجراءات الډفن 
حين وضعت قدميها على الارض وكادت تقف عليهم شعرت أنهم مثل الهلامجلست مره أخرى على الفراش 
إقترب منها زاهر سريعا بلهفه وجلس جوارها بتردد منه وضع يده على كتفها وكاد يتحدثلكن حسني نظرت له نظرة خيبة أمل وإبتعدت بكتفها عن يده وإستقوت بعزيمة قلبها ونهضت واقفه تسير بخطوات تترنح موؤده بكبرياء هش 
صباح
بمنزل صلاح
أغلق صلاح الهاتف قائلا بآسف 
البقاء والدوام لله 
إرتجف قلب يسريه قائله 
فى أيه يا صلاح مين اللى كان بيكلمك عالموبايل 
رد صلاح بحزن 
ده جواد بيقولى إن زاهر إتصل عليه وقاله إن والد حسني توفى وأنهم خلصوا إجراءات الډفن وهيندفن بعد صلاة الضهر 
إلتقطت يسريه نفسها تشعر بآسى وقالت 
يا حول الله البت دي غلبانه من أول ما شوفتها حسيت إنها طيبه واللى فى قلبها على لسانها وبحس بالندم بسبب زاهر معرفشي أيه حصل بينهم حاولت أصلحها وأرجعها تاني بس هى قالتلى إن حياتها مع زاهر مستحيله لانه بيكرها 
تنهد صلاح بسأم قائلا 
والله خاېف زاهر يمشى فى سكة صالح 
ردت يسريه 
لاء معتقدش زاهر مختلف تمام عن صالح زاهر عايش الوهم طول ما مسك قدامه مفكر فى أمل أنها تحس بالوهم اللى هو عايش فيه بس غريب إزاي عرف إن أبو حسني أتوفي 
رد صلاح بتخمين
يمكن تكون هى إتصلت عليه وإستنجدت بيه 
ردت يسريه بنفي
معتقدش بعد ما شوفت تصميم حسني إنها مترجعش تاني إنها ممكن تطلب مساعدة زاهر 
فكر صلاح قائلا
يمكن مرات أبوها 
عقلت يسريه قول صلاح وقالت
ممكن فعلاعالعموم أنا هتصل على محاسن أقولها واجب علينا نبقى جنب حسنيوكمان هاخد سلوان وحفصه يعزوها 
نظر صلاح ل يسريه بنظرة تقدير وإمتنان 
ترجلت إيلاف من سيارة الأجرة أمام باب المشفى وقفت للحظات تتردد فى الدخول الى المشفى لكن تذكرت قول جواد لها بالأمس
أنه لا يريد أم ضعيفه لأبناؤه وهى لن تكون ضعيفه بعد الآن ستواجه ولن تخسر أكثر من ما خسړت سابقا حين كانت تتواري أو تتخاذل فى الدفاع عن ما تؤمن به بشجاعه واهيه حسمت أمرها وخطت الى داخل المشفى غير منتبه الى بليغ الذى كان يراقبها من سيارة أخري للحظات شعر بآسى من وقوف إيلاف أمام باب المشفى وظن أنها ستعود مره أخري ضعيفه ومتخاذله لكن حين دخلت الى المشفى إنشرح صدره وعلم أن
إيلاف كانت تحتاج لإجتياح جواد لها وكلماته القاسيه

خۏفها أن تفقده جعلها شجاعة
وبدات بالمواجهه وحدها وكان هذا هو ما يريده قبل جواد لكن جواد كان المحفز لها 
تنهد بليغ ببسمة إنشراح قائلا 
فعلا الحب والمستحيل مفيش بينهم تضاد بينهم كل التوافق 
أما إيلاف فى البدايه كانت تشعر بإرتجاف الى أن أصبحت بداخل مبني المشفى شعرت بنظرات بعض العاملين تغاضت همسهم وسارت بشموخ جديد عليها كذالك ثقه بنفسها رغم الهمس واللمزلكن تلك الثقه الواهيه جعلتها تتغاضي عن تلك النظرات المستغربهدخلت الى غرفة الأطباء بثقه ألقت عليهم السلامبإستغراب منهم ردوا عليهارغم أنها رأت بوجههم أسئله وإتهامات لكن تجاهلتها وجلست وسطهم لوقت قليل قبل أن تنهض وتتجه لبدأ عملها فى الكشف على المرضىحتى إقترب الوقت من الظهيره بتردد منها توجهت الى مكتب جواد تود أن يعرف أنها عادت للعمل بالمشفى ولن تكون ضعيفهوقفت أمام باب المكتب بتردد
 

 

تم نسخ الرابط