رواية قطة في عرين الاسد بقلم بنوتة اسمرة
بس خلى بالك حماتك جامدة أوى أنا بحذرك أهو
ضحكت مريم قائله
أكيد طبعا يا طنط مش هاجى جمب حضرتك حاجه
نهض مراد فجأة وقال بوجوم
تصبحوا على خير
خرج من الغرفة وتتبعته عيون الجميع بإستثناء مريم .. نظرت ناهد الى مريم قائله
حبيبتى قومى شوفى جوزك ماله ..شكله مضايق من حاجه
استثقلت مريم المهمة بشدة .. ودت لو قالت لها أن آخر شئ يريده ابنك الآن هو أن يرانى .. لكن ما باليد حيلة لا يمكن اخبارها بذلك .. صعدت مريم وهى تقدم رجلا وتؤخر الأخرى .. طرقت مريم على الباب طرقات صغيرة .. ثم أتاها صوته آذنا اياها بالدخول ..
فتحت الباب ببطء ودخلت على استحياء . كان مراد جالسا على فراشه ويدت ملامحه جامده .. دخلت وأغلقت الباب وجلست على الأريكة لا تدرى ماذا تقول وماذا تفعل .. لحظات والټفت ينظر اليها قائلا پحده
أولا شنطة هدومك بتعمل ايه جمب الدولاب
نظرت الي حقيبتها ثم نظرت اليه قائله
أمال أحطها فين
قال ببرود
تفضى لنفسك مكان فى الدولاب وتحطى هدومك فيه .. لو ماما دخلت الأوضة وشافت شنطتك كده هتقول ايه
أومأت برأسها قائله بإقتضاب
حاضر هفضيها بكرة
قال بتهكم
ثانيا الحجاب اللى انتى لبساه ده أسميه ايه بالظبط .. فى واحدة تلبس حجاب فى بيت المفروض انه مفيهوش راجل الا جوزها
شعرت بالتوتر وأشاحت بوجهها فقال بغلظة
بلاش تمثيل واقلعى حجابك ده
نظرت مريم اليه پحده قائله
أنا مش بمثل
قال مراد بسخرية
عايزة تفهميني انك مكسوفه تقلعيه أدامى يعني
أشاحت بوجهها وهى تحاول كظم غيظها فأكمل بغلظة
ثالثا بأه اذا كنتى فاكرة ان بقربك من ماما واخواتى ده ممكن يأثر عليا ويخلى جوازنا يستمر تبقى غلطانه مش أنا اللى أتحط أدام الأمر
الواقع
هبت واقفة وقالت
قصدك ايه
وقف هو الآخر فى مواجهتها .. زاد فرق الطول بينهما من شعورها بضألتها أمامه .. كان كالأسد المهيمن على من حوله مجبرا اياهم على الخضوع لسطوته .. قال بقسۏة وهو ينظر الى أعماق عينيها
يعني جوازى منك انقاذ للموقف بس .. مش أكتر من كدة .. ولا فى يوم من الأيام هيكون أكتر من كدة .. مهما كان السلاح اللى هتستخدميه .. فمصيره الفشل .. أنا ابتديت أفهمك كويس .. وأفهم انتى بتخططى لايه .. واللى فى دماغك ده مش هيحصل ابدا .. طلاقك أمر مفروغ منه .. بمجرد ما تيجي عمتى وأتأكد ان المشكلة اتحلت هتلمى هدومك وتسيبى البيت ده وتنسى انك دخلتيه أصلا
واجته مريم بنظراتها .. كان مصرا على اذلالها واشعارها بالمهانة فقالت له بثقه
على فكرة اليوم اللى هطلق فيه منك وأسيب البيت ده هيكون يوم عيد بالنسبة لى
قالت ذلك ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها بهدوء.
نزلت الدرج فقابلت سارة التى قالت لها
نزله ليه يا مريم .. عايزة حاجه
قالت مريم بتوتر
لا مفيش .. هروح المطبخ أشرب
ثم قالت
طنط و نرمين تحت
ابتسمت سارة قائله
لأ طلعوا يناموا وأنا كمان طالعه أهو
ابتسمت مريم قائله
طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
وانتى من أهل الخير
توجهت مريم للأسفل دخلت غرفة المعيشة التى لا ينيرها الا ضوء القمر المتسلل من الشرفة .. فتحت الشرفة وخرجت الى الحديقة ومشيت قليلا ثم جلست على المقعد الذى جلست عليه فى الصباح .. أحاطت جسدها بذراعيها تلتمس الدفء .. لا تدرى الى كم من الوقت بقيت
جالسه هكذا دون حراك .. شعرت بالنعاس لكنها کرهت الصعود الى غرفة مراد والنوم أمامه .. تمددت على المقعد وتوسدت ذراعها وأحاطت نفسها جيدا بالشال وأغمضت عينيها واستسلمت للنوم .
استيقظ مراد على صوت منبه الموبايل منبها اياه لصلاة الفجر .. قام فلم يجد مريم على الأريكة فتوضأ وصلى .. هم بأن ينزل ليبحث عنها لكنه عزف عن ذلك .. فبالتأكيد اختارت النوم فى أى غرفة أخرى بالمنزل .. سيتركها اليوم تنام حيث تريد ثم سيلفت نظرها فى الصباح الى ضرورة النوم داخل الغرفة حتى لا يشك أحدا بأمرهما .. واستسلم للنوم مرة أخرى على فراشه الوثير .
فى صباح اليوم التالى استيقظ مراد على صوت هاتفه .. رد على طارق قائلا
السلام عليكم أيوة يا طارق
وعليكم السلام .. انت نايم ولا ايه
قال مراد وهو يحاول أن يفيق
أيوة لسه صاحى
قال طارقبعجاله
طيب أنا هعدى عليك دلوقتى عشان فى ورق مهم لازم يتمضى قبل ما أطلع على الجمارك
قال مراد وهو يجلس فى فراشه
طيب مستنيك
قام مراد ونظر الى الأريكة الفارغة والى الحقيبة التى مازالت بجوار الدولاب ثم زفر بضيق .
اتصل طارق ب مى التى ردت قائله
السلام عليكم
قال طارق بلهفه
وعليكم السلام أخيرا فتحتى الموبايل
قالت بدهشة
مين معايا
أنا طارق .. طارق عبد العزيز
خفق قلبها وشعرت بالتوتر وقالت
أيوة يا أستاذ طارق
بكلمك بقالى يومين موبايلك مقفول حتى الشركة قالولى واخده أجازة
قالت بصوت خاڤت
معلش كان عندى ظروف وكنت أفله الموبايل
قال طارق
مش خير ان شاء الله
أيوة خير مفيش حاجة
قال طارق بإهتمام
أنا بتصل ب مريم كتير أوى بس موبايلها على طول مقفول
أنا كمان بحاول كتير بس مش عارفة أوصلها
طيب قوليلى اسمها بالكامل أنا ليا واحد صحبى من عيلة كبيرة فى الصعيد .. أنا رايحله دلوقتى وان شاء الله هيساعدنى أوصلها لاننا كمان محتاجينها فى شغل مهم جدا خاص بشركتنا
اسمها مريم خيرى عبد الرحمن السمري
ابتسم قائلا
ما شاء الله حافظه اسم صحبتك رباعى
قالت بصوت خاڤت
احنا صحاب من زمان
ابتسم قائلا
ربنا يخليكوا لبعض .. ومتشكر أوى
العفو
فى الأسفل استيقظت مريم على صوت العصافير التى تغرد على الشجر .. قامت واعتدلت فى جلستها وهى تشعر پألم فى كل أنحاء جسدها وبوغز كالشوك فى حلقها .. وقفت بصعوبة وأحكمت
لف الشال حولها .. توجهت الى شرفة غرفة
المعيشة فوجدتها مغلقة فلم تستطع الدخول .. فدارت حول الفيلا لتدخل من الباب الأمامى .. وجدت مراد واقف مع رجل آخر فأخفضت بصرها .. لكنها عندما اقتربت منهما رفعت رأسها فإرتطمت نظراتها بنظرات طارق .. وقفت تحدق فيه بدهشة .. وبادلها هو الآخر نظراتها المندهشة التى كانت أضعاف دهشتها .. كان يبحث عنها فى كل مكان ولم يتخيل أن يجدها فى بيت صديقه .. وقف كلاهما ينظر الى الآخر فى دهشة و مراد يراقب نظرات الإثنان لبعضهما البعض .. لم ينطق طارق إلا بكملة واحدة
مريم !
تمتمت بصوت خاڤت
أهلا بحضرتك يا أستاذ طارق
اقترب مراد من طارق وقال وهو ينقل نظره من مريم اليه
انتوا تعرفوا بعض
قال طارق مبتسما وهو يشعر بالسعادة لعثوره عليها أخيرا
أيوة طبعا .. دى الآنسة مريم الديزاينر بتاعة حملتنا
صدم مراد لما سمع والټفت بحدة ينظر الى مريم بدهشة .. اقترب طارق من مريم قائلا
كنتى فين قلقتيني عليكي وموبايلك مقفول على طول .. حتى مى مش عارفه توصلك
قالت بصوت مضطرب
كان عندى ظروف
ابتسم طارق قائلا
المهم انك كويسه
بدا وكأنه انتبه لوجودها فى آخر مكان كان يتوقع أن يجدها فيه .. فقال بإستغراب شديد
بس انتى بتعملى ايه هنا
جاءت الإجابة من مراد الواقف خلفه
مراتى
الټفت طارق الى مراد پحده وقال له
ايه
ردد مراد ما قاله ببرود
مراتى
نظر طارق الى مريم وهو لا يصدق ما يسمع .. نظر اليها وكأنه يرجوها أن تكذب ما قاله مراد .. كانا الرجلين ينظران الى مريم بدهشة .. طارق مصډوم من كونها أصبحت زوجة لأعز أصدقائه .. و مراد مصډوم من كونها ديزاينر حملته الإعلانية .. شعرت بالخجل من نظرات الرجلين اليها فأخفضت بصرها وقالت بصوت خاڤت
عن اذنكوا
صعدت الدرج وهى لا تدرى أن الرجلين فى الأسفل كانت أعينهما متعلقتان بها تتابعانها فى صمت .
يتبع
الحلقة الخامسة عشر.
مراتى
نظر طارق الى مريم وهو لا يصدق ما يسمع .. نظر اليها وكأنه
يرجوها أن تكذب ما قاله مراد .. كانا الرجلين ينظران الى مريم بدهشة .. طارق مصډوم من كونها أصبحت زوجة لأعز أصدقائه .. و مراد مصډوم من كونها ديزاينر حملته الإعلانية .. شعرت بالخجل من نظرات الرجلين اليها فأخفضت بصرها وقالت بصوت خاڤت
عن اذنكوا
صعدت الدرج وهى لا تدرى أن الرجلين فى الأسفل كانت أعينهما متعلقتان بها تتابعانها فى صمت
ران الصمت عليهما وكل منهما يحاول استيعاب صډمته .. أول من فاق من صډمته هو طارق الذى الټفت الى مراد ينظر اليه پحده وهو يقول
انت مكنتش تعرف ان مريم ديزاينر حملتنا وانى بدور عليها
الټفت اليه مراد الذى بدا شاردا وقال له
وهعرف منين انها الديزاينر اللى بندور عليها .. أنا معرفش هى بتشتغل ايه أصلا .. ولا أعرف أى حاجه عنها
نظر اليه طارق پحده وزفر وهو يحاول أن يكظم غيظه وقال
انت قولتلى امبارح ان جوازك منها كان انقاذ للموقف وانك مستنى عمتك عشان تطلقها .. مش كدة
أومأ مراد برأسه بصمت .. فانفعل طارق قائلا
حرام عليك يا مراد حرام عليك
نظر اليه مراد بدهشة .. فأكمل طارق پغضب
يعنى حضرتك متجوزها عشان تقضيلك معاها يومين وبعدين ترميها وتطلقها اتقى الله يا مراد ترضى يحصل لواحده من اخواتك كده .. أى ان كان سبب جوازك منها حرام تطلقها وتتحسب عليها جوازه
نظر اليه مراد پغضب وقال
ايه اللى انت بتقوله ده .. انت فاهم الموضوع غلط يا طارق .. أنا قولتلك امبارح انى اضطريت أتجوزها عشان الډم اللى كان هيسيل .. وأنا مش معتبرها مراتى اصلا دى مجرد واحدة أعده فترة مؤقته وهتمشى تروح لحالها وأنا معرفها كدة ومتفق معاها على كدة يعني مخدعتش حد
صمت طارق وهو يفكر فى كلام
مراد ثم قال
يعنى هى عارفه انك هتطلقها
قال مراد پحده
ايوة طبعا عارفه وده كان اتفاقى مع عمتو من الأول أكتب عليها عشان المشاكل مش أكتر من كده
تقصد انكوا عايشين منفصلين
قال مراد پحده
أيوة أنا مش طايق أشوفها أصلا .. كل اللى حصل انى كتبت عليها وجبتها هنا لحد ما عمتو تتأكد ان الأمور هديت ساعتها هطلقها
هدأ طارق قليلا .. فتفرس فيه مراد قائلا
وانت ايه يهمك أصلا فى الموضوع ده .. مالك انت أظلمها لا مظلمهاش
حاول طارق التحكم فى أعصابه وقال ببرود
لانى اتعاملت معاها كتير فى الشغل والبنت كويسة جدا فصعب عليا انها تتظلم كده بس بعد ما انت شرحت الوضع .. فكده الموضوع أهون شوية
نظر اليه مراد وقال بإهتمام
انت تعرف ايه عنها بالظبط
نظر طارق الى ساعته ثم قال ببرود
أنا مضطر
أمشى دلوقتى عشان الحق الجمارك
لم ينتظر ردا من مراد وتوجه الى سيارته وانطلق بها تحت نظرات مراد المتمعنه.
انطلق طارق بسيارته بعصبيه وهو يشعر پغضب كبير بداخله لتلك العادات المتخلفة التى أجبرت مريم على الزواج من مراد .. مراد الذى يعلم جيدا بالظروف النفسية العصيبة التى مر بها والتى ستجعله بالتأكيد أن يكون قاسېا مع
مريم ضړب المقود بيده بعصبيه وهو يتخيل المعاناة التى تشعر بها مريم فى