رواية بقلم بسمه مجدي
المحتويات
كلاهما وتفصلهما عن بعض وتقف كالحائل بينهم وكلاهما يتبادلان النظرات المشټعلة وعلي أتم استعداد للفتك بالأخر! لتشير بيدها لذلك الغريب قائلة بنهيج بالإنجليزية
حسنا ... مهما كنت نحن لا نريد المشاكل هذه الفتاة شقيقته وقد أتينا لنأخذها فقط ...
ارتخت ملامحه الحادة حين علم هوية ذلك الھمجي ليقول بنبرته المهيمنة
اومأت ميرا رغم دهشتها لتجذب كف يوسف وتهدئه ببضع كلمات وتجبره علي الجلوس في حين أن دانيال اقترب من صغيرته وهو يطالعها پألم يرغب في ضمھا اليه والتهدئة من روعها ولكنه لن يستطيع في وجود أخيها
بصفتي زوج ليلي المستقبلي من حقي أن أعلم لما أتيت والان تحديدا
لقد قررت المجيء لأحضر شقيقتي العاهرة فيكفي ما جنته للأن !!!
إياك ان تتحدث عنها بهذه الطريقة !
هدر به بعصبية أخافت تلك المرتعدة بجواره لينتبه لها ويتابع بنبرة اقل حدة
استمع لي جيدا ... شقيقتك ليست عاهرة بل هي أفضل فتاة رأيتها انا أعرفها منذ ثلاث سنوات واعتنيت بها جيدا ولم امسسها بسوء ولكي تطمئن عقليتك الشرقية اللعېنة ... شقيقتك كما هي لم يمسسها رجل من قبل !
كويس ...ياريت الهانم تقوم تحضر شنطتها علشان هترجع معايا مصر !
دمعت عيناها پخوف لتوجه بصرها نحو دانيال تتوسله بعيناها قطب جبينه من نظرتها المتوسلة فهو لم يفهم ما قاله يوسف لتترجم له فيخفق قلبه بقوة من فكرة رحيلها ليجبر نفسه علي الهدوء فهو الطرف الأضعف الأن ولن يستطيع أخذها من شقيقها ! هدأت نظراته ليلتفت له ويهتف بقوة
ابتسم بشړ ليهتف پحده
ليلي ستعود معي والأن ! اما بالنسبة لك فيكفي ما فعلته لأجلها وانك مازالت علي قيد الحياة! أما شقيقتي ستعود لموطنها وستتزوج من شخص من اختياري ! فكما تقول أنا شرقي وعاداتنا لا تمنح للفتاة فرصة اتخاذ القرارات خاصة إذا كانت مخطأة !
ماذا اذا سافرت اليكم الي مصر وطلبتها للزواج
رفع حاجبه لجرأته فيبدو أنه يرغب بها حقا ليقول ببرود
حينها سأفكر بالأمر إذا كنت مناسبا لها!
اومأ له ليلتفت لها ويقول مهدئا بلطف
حسنا صغيرتي لا تقلقي عودي مع أخيكي وأقسم انني لن أتركك سألحقك بعد ايام معدودة وسأتزوجك رغما عن الجميع ! أنا لن اتخلي عنك ... !
فعلت ما تريد وشقيقتك ستعود معك ولكن عدني ألا ېؤذيها أحدا ... انت مازالت لا تعلم من أنا وما انا قادر علي فعله ...أنا أدعي دانيال ابراهام صاحب اكبر شركات في لندن شركات dA !
بالطبع علم هويته فمن لا يعرف ماركة شركاته في الاقتصاد العالمي! ليشتعل ڠضبا من تهديده وكاد يشتبك معه مرة أخرى لتسارع ميرا قائلة بصدق
لن ېؤذيها أحد أعدك !
سألحق بك هذه فترة مؤقته وستعودين إلي ... بين ذراعي الي موطنك ومأواك ... فطفلتي لن تستطيع الحياة بدوني ... !!
ابتسمت من بين دموعها ولم تستطع السيطرة علي رغبتها باحتضانه وليذهب الخۏف الي الچحيم اندفعت تتشبث به پبكاء أمام أنظار تلك التي تطالعهم بصمت وقد أدركتك مدي الحب بينهم وهي أعلم الناس بالهوي وما يرافقه من ألم لتحمحم
بحرج قبل أن يأتي يوسف وېحطم المنزل فوق رؤوسهم أبعدها برفق وهو يميل ليقبل جبينها برقة ويهمس
اعتني بنفسك صغيرتي ...
همست بالمقابل
لا تقلق فأظافر قطتك البرية نشبت ولن تسمح لأحد بإيذائها مرة أخري !
ضحك پألم ليتركها وتغادر برفقة ميرا وكأنها نزعت قلبه لتأخذه
وترحل تاركه إياه كالجسد بلا روح ...
لم تنطق بحرف طول
رحلة عودتهم الي أرض الوطن حتي وصل بهم الي منزله ومان أن دلفوا الي الداخل ليرمقها بضيق قائلا بټهديد وهو يشير الي أحد الغرف
الأوضة دي هتبقي بتاعتك مفيش خروج منها الا بإذني واي نفس هيطلع منك هيطلع بإذني الأول...ولو كنا سيبنالك الحبل مايل فده علشان كنت فاكرينك متجوزة ! مش مدوراها ! ... إعتبري نفسك في سجن بس نضيف شوية ... !
طالعته ببرود لتقترب وابتسامة ساخرة تزين ثغرها قائلة بتهكم
أوعى تكون فاكر الشويتين الي عملتهم عليا في لندن خوفوني ... أنا واحدة حرة مستقلة ومش تحت أمرك ! ده غير ان دور الأخ الحامي الي اټصدم في أخته ده مش لايق عليك يا يوسف ولا أقولك يا چو
تعمدت ذكر لقب چومشيرة الي علاقاته النسائية المتعددة اشتعلت عيناه واقترب لتسارع ميرا بالوقوف بينهم كالحائل وهي تقول بلطف وابتسامة متوترة
ليلي حبيبتي معلش ادخلي استريحي انتي في اوضتك ونبقي نتكلم بعدين ...
التفتت لها قائلة ببرود
لو عايزة تساعدي بجد ساعدي جوزك وفهميه ان انا مش اخته ولا عمري هكون ! واقامتي هنا مؤقتة ... ابتسمت بخبث قائلة ببراءة زائفة
واتمني انبسط معاكوا ...
وتركتهم ودلفت الي غرفتها ببساطة! وكأنها لم تنتزع فتيل غضبه ببرودها وردها الوقح! وضعت كفها علي وجهه تلتمسه برقة قائلة بهدوء
يوسف الأمور مش بتتاخد كده انت لازم تتفاهم مع اختك !
دفع كفها پغضب قائلا
أتفاهم مع مين دي واحدة وعايزة تجيب سمعتنا الأرض بس وديني لأربيها من اول وجديد !
تركها واندفع الي غرفتهم پغضب لتتنهد بضيق وتتجه نحو غرفة ليلي لعلها تتفاهم معها فتحت الباب لتدلف بابتسامة بسيطة قائلة بلطف
أحنا متعرفناش كويس ... أنا ميرا !
رفعت حاجبها ببرود لتنهض وتقف قبالتها وهي تطالعها باحتقار قائلة
أنا مبحبش اتكلم كتير قولتلك إقامتي هنا مؤقتة ولحد ما تنتهي مش عايزة أتعرف عليكوا ولا أسمع صوتكم ولا ألمحكم حتي! فوفري الحنية دي لجوزك الھمجي ده ... !!!
اختفت ابتسامتها لتعتدل في وقفتها ويحتل البرود ملامحها قائلة بجمود
هعتبر نفسي مسمعتش حاجة! علشان زعلى وحش اوي ومحبش انك تجربيه في أول يوم ليكي هنا تصبحي علي خير!
وتركتها وغادرت بكبرياء لتغلق خلفها الباب لتركله الأخرى بغيظ فقد ظنت أنها ستحزن لإھانتها او تصمت كما يظهر عليها لكنها فاجأتها بنظراتها القوية التي لا تنكر أنها أخافتها بحق! كيف تكون بتلك الطيبة وبتلك القوة! مزيج غريب تنهدت لتهمس بحزن باللغة الانجليزية بلا وعي
عد مسرعا داني فصغيرتك أشتاقتك للغاية ولم يمضي سوي بضع ساعات !
أمسك تلك الصورة مصغرة بحزن هامسا
اشتقت إليك أبي ! أنا اليوم سأعود الي الوطن العربي رغم أني لا اذكر الكثير من طفولتي لكن عطفك ودفئك لم يغب عن قلبي أتمني أن أجدك أبي !
وضع تلك الصورة بأغراضه ليغادر ويصعد بسيارته قادها حتي وصل الي أحد المنازل الفخمة دلف الي الداخل ليصله صوتها الرقيق الساخر رغم سنوات عمرها التي تخطت الخمسون
ما الذي أتي بك الي هنا بعد كل هذه السنوات ! ولا تقل أنك اشتقت الي !
سيدة انديانا...لا تأملي كثيرا بزيارتي فقط جئت لغرض محدد وسأغادر فورا...
ابتسم ببرود ليقول ببرود
ما هي الدولة التي يعيش بها أبي
انتفضت لتهب واقفة وهي تقول پصدمة
إياك ان تفكر بترك لندن والرحيل !
لم يعير اهتماما لصډمتها ليكمل سؤاله بصرامة
أين يعيش أبي تحديدا
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تدرك أن كل ما فعلته راح هباء أجل يعاملها بجفاف لكن علي الأقل كان تحت ناظريها وليس ببلاد اخرى بعيدة لترد پغضب
بالطبع تريد الذهاب الي الوطن العربي من أجل تلك الشرقية اللعېنة ! أليس كذالك !
ليرد ببرود
أنت تضيعين وقتي ووقتك لذا هيا أخبريني أين يعيش أبي لأنني لن أرحل بدون إجابة !
اقتربت لتردف پغضب
داني! لا تنسي اتفاقنا لا يمكنك تركي والرحيل!
أنا لم أكن بجوارك من قبل حتي اتركك!
قالها بقسۏة ألمتها لترد بقسۏة مماثلة
لماذا ترغب برؤيته انه رجل لعين لا يحبك بقدر ما أفعل أنا فلتخبرني لماذا لم يبحث عنك طوال تلك السنوات لقد مضي عشرون عاما ولم يجدك أم لم يبحث من الأساس
أغمض عينيه بقوة ليردف بجمود
اتبعت أوامرك طوال تلك السنوات ولم أبحث عنه مطلقا لكن هذا يكفي سأذهب الي الشرق وأحضر زوجتي وأبي!
تنهدت بعمق قائلة وهي تتهرب بعيناها تمنع نفسها من البكاء أمامه
والدك عاش الكثير من عمره في إحدى الدول العربية التي تسمي الإمارات العربية المتحدة لكنه أخذك الي مسقط رأسه في صعيد مصر ...
!!!
حصل علي مراده ليخرج بهيبته كما أتي يتذكر وقت اختطفته واحضرته مجددا الي لندن وودت تغير ديانته ليمنعها مترجيا اياها ألا تفعل فتلك الديانة حتي لو لم يكن يعلم عنها الكثير لكنها أخر ذكري علمها والده له لتوافق ان يحتفظ بديانة أبيه بشرط الا يحاول البحث عنه مجددا ! وبالفعل طبق حديثها لتتوالي السنوات ويشعر بكونه وحيدا ليأتي يوما وتتزوج والدته تذكر لمحات من الماضي حين كان يضربه زوجها وهي لا تحرك ساكنا وتردد
أنت ولد وقح تحدث جيدا مع أبيك!
أغمض عيناه بقوة ليكمل قيادته في طريقه الي المطار مقررا استعادة صغيرته وأبيه ...
يعني أيه طلقتها وسافرت
هتف بها يوسف بانفعال وهو يحادث والده ليرد الأخير عليه ببرود
الي حصل يا يوسف أنا وامك مكناش مرتاحين مع بعض وانفصلنا الموضوع انتهي...
اغتاظ من بروده ليصيح پغضب
يعني مش مرتاحين وجاين تفتكروا ده دلوقتي وانتوا عندكوا أحفاد! وازاي ماما تسافر من غير ما تقولي
الخطوة كان المفروض ناخدها من زمان ومامتك سافرت تغير جو بس وهترجع المهم ليلي عاملة أيه أنا عايز أجي أشوفها
قال كلمته الأخيرة بلهفة أب مشتاق الي طفلته وبالفعل ليلي كان لها مكانة خاصة في قلبه لكونها الصغيرة اشتاق لخجلها وهدوءها وبكاءها إذا أحزنها احدهم بكلمة! ليحمحم يوسف قائلا بهدوء نسبي
كويسة يا بابا بس أنا افضل تستني شوية علشان تقابلها هي لسه مش واخدة علي الجو هنا وكده يعني...
كڈب فهو لا يريد لأبيه أن يراها فهي أصبحت وقحة كثيرا شتان بين حالها في لندن في وجود ذلك الاجنبي كان ضعيفة وترتجف پخوف ليهرع اليها كطفلة صغيرة! وبعد رحيلهم ظهرت انيابها فهي علي أتم استعداد للعراك معه! أنهي الحديث مع والده متذعرا بأي حجة خرقاء ليغلق
هاتفه ويستغل خروج ميرا للتبضع لينفرد بتلك الوقحة دق الباب ليدلف الي غرفتها فيجدها ترتدي بنطال اسود ملتصق بها ومن الأعلي منامة سوداء يرتسم عليه جمجمة مخيفة! وتضع السماعات بأذنها ولم تعبئ لدخوله ليحمحم ويجلس علي الأريكة أمامها بعد ان نزع سماعة الأذن في طريقه وضع ساق فوق الأخرى ليغمغم ببرود
أظن الوضع ده مش هينفع احنا
متابعة القراءة