دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
جنة وبأيدك ممكن تخليها ڼار أحسن ليكي تقبلي بالوضع اللي هتفضلي فيه من النهاردة
ورفع سبابته محذرا بنبرة لن تقبل المجادلة
وإياكي إياكي تعلي صوتك وانتي بتكلمي معايا مرة تانية
وأشار على رأسه قائلا كي يصرف عقلها عن التفكير من الخروج
بدل ما تفكري تخرجي من هنا فكري انتي ليه هنا
وخطى نحو الباب وهو يقول آخر كلماته
وصفق الباب معبرا عن غضبه منها في أولى تعاملتهم معا تاركا عقلها يدور هنا وهناك في آخر عبارة له لماذا هي هنا الآن
انتهى رمزي من حقنه بالمادة المسكنة التي تخفف بعض من آلامه ثم تركه يرفع بنطاله وهو يردد ب انزعاج
مينفعش اللي بتعمله ده ياعم إبراهيم الحقن اللي بديهالك دي يدوب بتسكن الألم مش بتعالج
المهم الۏجع يبعد عني وأقدر أنام يابني
مسح رمزي يده ب معقم اليدين وهو ينفي صحة معتقداته
غلط لازم تروح مستشفى وتعمل تحاليل وإشاعات كاملة على الصدر والرئتين وهما يحددوا العلاج المناسب انت كده بتقضي على نفسك
على الله يا رمزي أنزل انت عشان دكتور ماهر صاحب الصيدلية ميضايقش إني أخرتك
ماشي ربنا يشفيك ويعافيك يارب
يارب
خرج رمزي واتجه نحو باب الشقة مغادرا بينما نهض إبراهيم عن مكانه وراح يتفقد الأدراج خاصته كانت تحوي نتائج تحاليل طبية تخصه وإشاعات مقطعية تفسر حالته المړضية نظر إليهم بنظرات مشفقة على حاله ثم أغلق الدرج من جديد وعاد لفراشه عسى أن يستطيع النوم ولكنه لم ينم استحوذت ملك وقلقه بشأنها على تفكيره حتى تسرب الوقت من بين يديه وهو لا يشعر
لم يرتح يونس في جلسته إطلاقا قضى وقته يتنقل من فراشه إلى الأريكة ثم للشرفة ثم خرج للحديقة لم يجد ميلا لمداعبة خيوله الأصيلة حيث يملك واحدة من أكبر مزارع الخيول في مصر وأشهرهم على الإطلاق
ترك كل ذلك وعاد إليها حتما سيصل لمبتغاه كما اعتاد دائما سيصل إلى السبب وراء احتجازها هنا
أنا آسف على أسلوبي اللي كلمتك بيه
لم تحرك ساكنا وكأنه لم يدخل عليها حتى ف أخرج هاتف من جيبه واتبع الخطوة التالية
ده تليفون فيه خط جديد تقدري تستخدميه زي ما تحبي
أستطاع إثارة حواسها ف التفتت برأسها تنظر للهاتف الموجود بين أصابعه بينما تابع هو
ارتفع حاجبيها متسائلة بتعجب
انت تعرف نغم منين
ف ابتسم مجيبا
أنا عرفت عنك حاجات كتير
وبسط ذراعه لها بالهاتف ف نهضت عن جلستها وتناولته منه كأنها تأخذ أحد وسائل الخروج من هنا وقبل أن تتفوه بكلمة استبقها هو
بس ليا شرط
طرقع أصبعيه ف دخل الطباخ وهو يجر أمامه طاولة ممتلئة بالطعام تركها وأشار له يونس برأسه ف خرج ليبادر هو
تاكلي
لم يفهم تحديدا ما معنى نظراتها تلك وصمتها الطويل خلف ملامح حزينة مقهورة تحتاج دراسة طويلة لفهمها ولكنه لم يبدي لها تعمقه في تحليلها خرج وأوصد الباب ثانية وتركها تختلي بنفسها
وقامت ملك بالإتصال برفيقتها وقد بدأت عيناها تغرورق بالدموع وما أن أجابت حتى آتاها صوت ملك الباكي
أيوة يانغم شوفتي حصلي إيه
تعالت شهقاتها وجلست على طرف الفراش وهي تحاول قول عبارة مفيدة
بابا حبسني قصدي خلى ابن عمي يحبسني أنا حتى معرفش مكاني فين
مسحت وجهها الذي ابتل بالدموع وتابعت
كل ده عشان كلمته بصراحة عن هادي وقولتله إني بحب واحد وهييجي يطلبني منه أنا لازم أخرج من هنا
كان يونس يقف خلف الباب الموصد يتلصص عليها وها هو يحصل على طرف الخيط الذي سيقوده نحو الحقيقة المختبئة استمع لحديثها مع صديقتها وقد تعمد إعطائها الهاتف كي تقوم بذلك لكي تشي نفسها بنفسها حصل يونس على إجابات كثيرة كان ينتظرها وعليها سيخطو أولى خطواته للوصول إلى باقي الحقيقة
أخرج يونس هاتفها الخاص من جيبه ونظر إليه قليلا كان يحتاج رمز سري لفك شفرته ف مط شفتيه يفكر في طريقة وابتعد عن الغرفة في هذه الأثناء وهو يتمتم
هادي! وده هوصله إزاي!
الفصل التاسع ح
أخشى أن أحكي ما أمر به ف يعتقدون إنها مجرد قصة خيالية لن يتحمل أحد معايشتها ولكنها واقعي المؤسف الذي أنام وأصحو عليه كل ليلة
لا تسألني عن ذلك الصمت والكتمان الذي أدخره بداخلي گشظايات من ڼار تنهم في ضلوعي ولكن اسألني من أدى بي لهذا الحال
لقد بحثت في كل مكان وفتشت عن أي شئ يوجد به ثغرة ثغرة تساعدها على الخروج من هنا لن تيأس فهي لن تقبل بتواجدها الجبري هنا بالتأكيد
أغلقت ملك درج الكومود الذي كان فارغا ونفخت بتذمر وراحت تفرك رأسها بقوة وهي تحاول استذكار رقم الهاتف الخاص ب هادي ولكنها لم تستطع ألقت بثقل جسدها على الفراش وتنهدت قائلة
وبعدين!! هعرف هادي إني هنا إزاي!!
استمعت ملك لصوت بالخارج ف نظرت من خلف زجاج الشرفة كان يونس يقف بجوار فرس أبيض جميل الشكل بديع المنظر وكأن لا وجود لفصيلته كثيرا مرتديا ثياب مريحة
حتى يكون أكثر حرية عندما يمتطيه وبجواره رجل كبير في السن يربت على الفرس بحنو لم تكن تستمع سوى لصوت نبراتهم أما الحوار كان مبهما بالنسبة لها
مسح يونس على رأس فرسته بينما كان ممتعضا وتعابيره غاضبة للغاية وهو يقول
مش هسمحلها تاخدها مني تاني ولو عملتها أنا هحرق قلبها على الأسطبل بتاعها كله
تنهد مهدي غير راضيا عما يقوله يونس وأبدى اعتراضه
غالية دماغها ناشفة وانت دماغك أنشف منها لو مشيت بالعند مش هنخلص ما تحلوها بينكم أحسن
استعد يونس ليصعد على ظهر الفرس و
لأ أعلى ما في خيلها تركبه وانا هوقعها من عليه
يونس يابني
ودنى منه قليلا
أنا عارف إن هي اللي بدأت الحړب عليك بعد ۏفاة هانيا الله يرحمها بس آ
وكأنه تضايق أكثر الآن ورفض استكمال هذا الحوار الذي يخصها بتاتا
مهدي متكلمش معايا عن الست دي تاني أنا مش طايق سيرتها
أشاح مهدي وجهه شاعرا بالفشل في إقناعه ف لمح تلك الفتاة التي غلب الحزن على وجهها وهي تقف في الشرفة وتنظر إليهم قطب جبينه ب استغراب و
إيه ده!! مين دي
الټفت يونس بالفرس خاصته ونظر بالأعلى ليجدها قد ظهرت أخيرا بعد مرور ثلاثة أيام من تواجدها هنا ثم أجفل بصره عنه وأجاب
ملك بنت عمي إبراهيم هنا بقالها كام يوم
مشوفتهاش خالص قبل كده!
ف تأهب يونس للطيران بالفرس خاصته و
متاخدش في بالك
دخلت ملك للغرفة من جديد وشعور الكبت الذي تولد من فرط كتمانها يطبق على أنفاسها گأغلال من حديد تكاد تسلب أنفاسها حتى آخرها أذرفت عبرات حامية على جلدها لم تعد تتحمل لهيبها المسعر تهادت في جلوسها كأن ساقيها لم تعد تحملناها وغمغمت بصوت متقطع
يارب يارب ساعدني أنا حاسه إني ھموت من غير ما اشوف يوم واحد حلو
واستندت على الفراش بيد والأخرى كانت تمسح بها دموعها وهي تشهق بأنين خاڤت وفي لحظة أحست بفكرة تولد في رأسها توقفت عن البكاء وتحسست بيدها الغطاء الناعم الذي تجلس عليه نظرت بعينان دقيقتان على الفراش وكأنها وجدت المنفذ الذي ستهرب به منه هنا ستتخلص أخيرا ولن تجعل أحدا يرى وجهها مرة أخرى لا والدها الذي يبيع في حياتها كل مرة ولا ذاك الغريب الذي احتبسها في بيته وهي لا تعرف عنه سوى إسمه وصفته ولا أحد نهائيا فقط ل تخرج من هنا
ضړب إبراهيم على الطاولة بعدما فقد عقله جراء حديث نغم معه وسألها سؤال واحد بلهجة شديدة القوة
يعني انتي كنتي تعرفي إن بنتي على علاقة براجل غريب وهي ست متجوزة على ذمة جوزها
انتفضت نغم عن جلستها وهي تبرئ نفسها وتبرئ صديقتها على الفور
لأ ياعمو محصلش محصلش أي حاجه من دي والله ملك كانت بتتعالج عن دكتور نفسي فعلا ومحصلش أي حاجه غير مجرد إعجاب من بعيد
أطاح إبراهيم بالمنفضة الممتلئة ب أعقاب سجائره لتتناثر على البساط وتابع بتشدد غير مقتنع بتبريراتها
اللي بتقوليه ده ولا يدخل دماغي بنتي غلطت غلط كبير أوي وانتي بدل ما تمنعيها عنه شجعتيها عليه!
تنهدت نغم ب انزعاج بعدما فقدت كما هائلا من طاقتها لإقناعه ببراءة ابنته وأردفت
حضرتك لازم تسمعها هي برضو حقها تعيش وتاخد فرصة تانية تحب فيها الإنسان الصح
ضحك ساخرا و
الصح! هو فعلا صح أوي الظاهر إن محمد كان عنده حق لما كان عايز يبعدك عن ملك
ونهض عن جلسته متابعا
انتي كنتي بتطاوعيها على الغلط بدل ما تنصحيها تبعد عنه سيبتيها تقع في الغلط وتبقى ست خاېنة وكمان تصمم على الطلاق عشان تروح لل اللي عرفته من ورانا
لم تتحمل نغم أكثر من ذلك ضاقت ذرعا من اتهاماته المتتالية رغم برائتها البحتة وبراءة رفيقتها التي رفضت الوقوع في المحظور وهبت واقفة عن مكانها وهي تردف
كفاية ياعمو كفاية انت مش عايز تفهمني و لا تفهم ملك بنتك كانت بتتعالج نفسيا وحالتها كانت متدمرة وانت عامل نفسك مش شايف ده لو في حد السبب في اللي حصل سامحني يعني الحد ده حضرتك ودلوقتي لما بعدتها عن هنا وفاكر ان ده أمان ليها انت بتكمل الغلط اللي بدأته
فصاح فيها صياحا أوجع صدره
مبقاش إلا بت من دور عيالي تعرفني الصح والغلط كمان!
شعرت نغم بوجوب إنهاء النقاش قبل أن يصل لمراحل متطورة أكثر من ذلك وختمت قولها ب
آسفه أفتكرت إني هوصل لحل لما اجي اتكلم معاك عن أذنك
وسلكت الطريق نحو باب الشقة غادرت بهدوء وتركته ثائرا أكثر من أي وقت مضى ثورته لم تخمد ولكن شعور الندم بدأ يتبدد بداخله حتى أحس بصحة ما قام به عندما أستبعدها فلم يكن لها مكانا هنا بينما هناك ثعلب يحوم حولها بمكر ولا يدري أي نية خبيثة يخبئها لها
كان يتصفح أحد كتبه الموجودة ضمن مكتبة عريقة في مكتبه الخاص حينما كان يتحدث ل مهدي ب استفاضة فيما يخص شقيقه التوأم يزيد
كان مهدي يروي المزروعات والنباتات الضوئية الموجودة بالغرفة حينما أبدى رأيه قائلا
انت عارف إن يزيد مش هيرتاح غير لما يرجع اللي اتسرق منه ومستنى منك تساعده في ده
نهض يونس عن مكتبه وراح يخطو نحو النافذة المطلة على الحديقة مباشرة حيث سطى الليل وغطى مساحة
أرضه الخضراء وقال ب اقتناع
مش هساعده يزيد لو اتحكم والأسهم بقت في إيده أول حاجه هيعملها إنه هينتقم وانا مش هديله الفرصة دي
الټفت نصف التفاته و
متنساش إن الست اللي بنكلم عنها دي كانت
متابعة القراءة