دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
ولا جوزها.. أنا قلقان يكون حصل حاجه ولا دخلت البيت المستشفى تاني وانا معرفش
وقفت نغم عن جلستها و
بعد الشړ ان شاء الله خير أنا هلبس وأعدي عليك في المحل ونروح نشوفها
طب متتأخريش عليا يانغم أحسن الفار بيلعب في عبي ومش مستحمل القعدة الخايبة دي
العديد من الشكوك لديها هي الأخرى وجعلها تستوفض كي تذهب متعجلة إليها.
دخل معتصم غرفته ليجدها فارغة لا يوجد مكتبه الفخم ولا طاولة الإجتماعات الصغيرة
انتفض الرجل بفزع والټفت ليراه وهو يجيب
أنا مهندس الديكور اللي بشرف على تغيير ديكورات المكاتب يافندم
ومين قالك عايز أغير حاجه!! مين أدالك الأمر ده!
فقال بتلقائية بدون أن يعي خطۏرة الموقف
مستر يزيد
كأن جمود أصابه وهو يتلقى ذاك الأسم الذي يبغضه متوقع ومع ذلك فاجئه وفي اللحظة التي
كز معتصم على أسنانه بغيظ لم يعد قادرا على دفنه أكثر
أنا خلاص مش متحمل والله العظيم هاين عليا أطربق الشركة كلها فوق دماغه ودماغ أهله
أمسكت بذراعه وهي تحاول تهدئته و
استدار معتصم برأسه لينظر إلى غرفته نظرة أخيرة غاضبة ثم عاد لينصرف على الأقل الآن.
بين تلك الجدران الأربع اللاتي تضمني ببرودتها القارصة والأبواب والنوافذ التي لم تشهد لم أملك شيئا تمنيته حتى اليوم وكأن هذا لا يكفي لأقضي سنوات شبابي مع هذا المعقد الساډي الذي لا يفقه عن الإنسانية والرحمة شيئا.. لقد اسټنزفت ياالله.
بابا الحقني محمد حابسني هنا يابابا وقافل عليا كل حاجه حتى الموبايل بتاعي أخده
ليه ياملك عملتي إيه
والله ما عملت حاجه
ف تسائلت نغم بنبرة قلقة
انتي كويسة ياملك أوعي يكون عمل فيكي حاجه
كادت نغم تبكي هي الأخرى حزنا على نبرة صوتها الضعيفة وكأنها تأن.. واقترحت على إبراهيم سبيلا لإنقاذها
طب نجيب حد يكسر الباب ياعمو
مش ممكن نسيبها كده!
باب مين اللي عايزين تكسروه!!
في حين كان إبراهيم قد انزعج وبشدة من أسلوبه الحواري الركيك والغير مهذب في آن.. تطلع إليه بنظرات حانقة وأردف
بتكلم كده ليه يامحمد! أنا جاي اشوف بنتي اللي مش عارف عنها حاجه بقالي أيام وانت مش مكلف نفسك ترد على مكالماتي حتى
تجاوزهم وعيناه الوقحة تتطلع إليهما ب استخفاف ثم زرع المفتاح في قرص الباب وراح
ده اللي انا فيه ومحدش حاسس بيا
ف صاح فيها محمد وهو يجذب ذراعها پعنف ضاغطا عليه
متعليش صوتك الباب
مفتوح
ف تدخل إبراهيم وهو يحاول جذبها برفق من بين يده
أنا واقف يامحمد اعمل احترام ليا
وما أن أفلتها حتى أردف إبراهيم
ف اعترض محمد بفظاظة معتادة منه
البنت دي مش هتدخل بيتي
وأشار نحو عتبة المنزل
أخرها باب شقتي خطوة زيادة مفيش
أصفر وجهها وشحب بإحراج على الفور في حين تدخلت ملك لإنقاذ رفيقتها من هذا المأزق
إيه اللي بتقوله ده!! دي صحبتي وهتدخل معايا
عيب كده يابني بنت الناس جاية معايا انا
أنا هستنى تحت ياعمو عن أذنك
حاولت ملك أن تستوقفها و
أستني يانغم آ....
ولكن الأخيرة لم تنتظر وغادرت على الفور ف أطلقت عبرة مخټنقة من عيناها وهي تلتفت لتواجهه بمقت شديد
أدخلي ياملك دلوقتي
ف صړخت ملك وهي تصرح لوالدها برغبتها التي لم تقبل التخلي عنها
طلقني منه يابابا أنا مش عايزة أعيش معاه
كأنها أشعلت فتيل النيران من جديد لتي عادت تنطقها ف جن جنونه وهو يقدم على التهجم عليها وصوته الجهوري قد أرعبها
تاني بتكرريها ده انتي عايزاني أدخل فيكي السچن بقا!
ف دفعه إبراهيم عنها و
بس بقا يامحمد بس.. وانتي ادخلي جوا قولتلك
كان يزيد يمشط شعره المبتل أمام المرآه بداخل دورة المياة الصغيرة الملحقة بغرفة مكتبه.. ترك سترته على الشماعة الخشبية وخرج وقد نسى أزرار قميصه المفتوح وأكمامه المرفوعة
ارتكزت عيناها عليه ب اندهاش وقد ألجم لسانها الذي حفظ الكثير من الكلام كي تضربه في وجهه ف تحولت ملامحه في لحظة واحدة وتبسم بسماجة قائلا
بهزر خليكي فرفوشة
وعبس من جديد كأنه اختلق العديد من الشخصيات خلال دقيقة واحدة وسأل
خير إيه سبب تشريفك لمكتبي
فقالت بجملة واحدة
فهز رأسه بالسلب و
تؤ تؤ تؤ هيدمركم انتم.. انتوا اللي حاطين نفسكوا في مكان مش بتاعكم أخرجوا منها بشياكة وانا هحاول أعمل نفسي نسيت اللي حصل
أظلمت نظراته وراح يخطو نحوها خطوات مھددة وهو يتابع
إنك تصلحي غلطتك في حقي
مسج بأنامله على وجنتها التي أصبحت گقطعة من جليد وكأنه سيقدم على فعلة جريئة.. ف دفعته دفعة قوية لم تكن مؤثرة معه وابتعدت على الفور وهي تصيح
انت اټجننت!! انا جاية أشوف حل لكل المشاكل اللي بينكم وانت بتقولي كلام فاضي!
فلم يتراجع عن اقترابه منها وهو يستطرد
أنا مشكلتي مش معاكي أخرجي انتي منها عشان انا مش هسيب معتصم غير بعد ما اصفيه
تطلعت إليه بنظرات محتقرة وهي تردف
كادت تتلفظ بما لن يعجبه بجانب نظراتها التي أججت بصدره رغبة جامحة في معاقبتها.. ف
فقالها بصدق بين
مش أكتر مني
استدرات مسرعة لتغادر تلك الغرفة التي لن تطئها ثانية حينما برقت عيناه بلمعة مرعبة وعضلات أصابعه قد أصابها الۏجع من قوة قبضته عليها..
استمع لصوت هاتفه ف حمحم وهو يلتفت ليرى هوية المتصل.. ثم سحب شهيقا زفره ببطء مستعيدا ثباته الإنفعالي قبيل أن يرد
ألو أيوة يا يونس.. أنا في المكتب لسه
صمت لحظات قاطبا جبينه و
ليه إيه اللي حصل انت فين دلوقتي.. طيب هكلمك بالليل تكون وصلت بالسلامة سلام
وألقى بهاتفه وهو يهمس بمضض
وقفت عبرة على طرف أهدابها السفلية لم تتحرك لتنزلق ولم تهتز قيد أنملة.. نظرت لوالدها نظرات معاتبة مؤلمة غير مصدقة موقفه ورأيه بعد ما حدث معها.. نظرات أشعرته بالضيق ولكنه يتجاهل شعوره ذلك وتجاهل أيضا ضميره الذي يدفعه لأن يخلصها من براثنه المتوحشة.
يعني مش هتخلصني منه!
فأجاب ملتزما بالصرامة المزيفة تلك التي يرسمها
معنديش بنات تطلق ياملك عايزة الناس تاكل وشنا! ده انتي مكلمتيش سنتين.. وكمان جوازة من غير عيال عايزة الناس تقول عليكي معيوبة!!
فقالت وصوتها منبح من فرط الصړاخ والبكاء
بس انا بمۏت كل يوم هنا انت مش حاسس بيا وبالعذاب اللي عيشاه.. ليه بتعمل معايا كده!!
نهضت فجأة وصړخت مرددة
ليه!!!
ف نهض هو الآخر وقد انفعل جراء أنفعالها
غلطه!!
تنهد إبراهيم شاعرا بالضجر والتعب في آن
أنا ماشي جوزك هيدخل يصالحك بعد ما اخرج من هنا بلاش تصديه.. محمد شاريكي ياملك متخربيش البيت بأيدك عشان انا مش هسمح بكده.. سلام
وخرج من غرفتها قاطعا عليها أي سبيل للخلاص هدم آخر أمل لها فيه وترك روح تعصف
ولكنها أحست بطاقة تدفعها لأن تكمل الجنون الذي بدأته أن ټنتقم من زوجها أشد اڼتقام وتترك من خلفها رجلا تتحدث عنه الألسن إن لم يحقق لها مبتغاها لن تيأس ولن تستسلم لخطأ بدأ بأيادي والدها.
كان يزيد يشاهد أحد التحليلات الرياضية عقب مباراة عالمية بين قطبي كرة القدم في العالم.. ولكنه لم يكن في أشد تركيزه.
يزيد أمتى تيجي روسيا انا مش هقدر أنزل مصر تاني!
جلست بجواره ووضعت كفيها على كتفيه وراحت تداعبهم بلطف يحبذه
أنا مش أقصد أضغط عليك حبيبي لكن I miss being in Russia. أشتقت لوجودك في روسيا
When the opportunity allows Ill come to you.
عندما تسمح الفرصة سآتي أليك
تنهدت بضيق وتركت مداعبته ف الټفت لها وهو يترك هاتفه و
Please dont be sad.
Im in a lot of trouble.
من فضلك لا تحزني أنا بداخل مشاكل كثيرة
ثم نفخ بإنزعاج وهو يفرك رأسه متابعا
I dont know when its going to end.
لا أعلم متى ستنتهي
وقف عن جلسته وأشار لها
أنا نازل أجيب اللاب توب بتاعي
أقصد Ill get my computer.
Okey
هبط يزيد من الطابق العلوي لڤيلا الجبالي بدون أن يرتدي شيئا أعلى سرواله التقط حاسوبه من أعلى الطاولة وكاد يصعد لولا إنه استمع لصوت قرع عڼيف على باب الڤيلا الزجاجي
ترك الحاسوب وهو يغمغم
ده انت ليلتك سودا ياللي بتخبط
وفتح الباب فجأة وعلى وجهه نذير غير مبشر حتى وقعت عيناه على تلك السيدة وحارسها الشخصي.. ف ارتخت تعابير وجهه قليلا وقوس شفتيه مرددا ب استخفاف
خير يامدام غالية!! جاية كده كأنك هاجمة على الڤيلا
هو هجوم فعلا
قالتها بأسلوب متعند وهي تدلف للداخل مشطت الساحة بعيناها أولا ثم سألت
ب اقتضاب
يونس فين يايزيد
وكأن يزيد يعلم سبب زيارتها وعما تبحث جيدا وينتظر حضورها منذ الصباح ولكنها أتت بالشكل الذي لم يكن يتوقعه...!!
الفصل الخامس
دائما يكون القرار الأصعب هو الأصح فقط تجرأ على التحرك نحو الصعب.
كانت تدل على رقي الطبقة التي تنتمي إليها بين سيدات المجتمع من الطبقة المخملية.
جلست بشموخ كأنها تجلس بين أملاكها ونظرت حولها بنظرات منفرة قبل أن تردف قائلة
لو فاكر إني مصدقاك تبقى غلطان يايزيد
انقبضت تعابيرها الحانقة أكثر وهي تذكر فعلة يونس التي وصلت بها لتلك الحالة المنفعلة
تأفف يزيد بضجر ونهض عن جلسته وقد سئم حديثها المتكرر الكي تردده منذ أن أتت
دي مشاكلكم حلوها مع بعض بعيد عني أنا مفياش خلق للحواديت البايخة دي
وقفت عن جلستها واقتربت منه.. ووقفت أمامه ترمقه بحزم
وصله رسالتي وسيبلي بقيت الحدوتة أنا أتصرف فيها
أشار لها نحو الخارج بدون أن ينطق كلمة واحدة ف ضحكت مٹيرة استفزازه الذي ينشط بأقل مجهود قبل تخرج.. ف صفق الباب من خلفها صفقة أرجفت اللوح الزجاجي المصمم بين دفتي الباب وغمغم بصوت خاڤت
حيزبونة فعلا
هبطت چين التي كانت تتطلع لما يحدث بتشوق زائد وقالت بحماسة أثارت تعجب يزيد
This lady is very strong.
Why is she threatening you?
هذه السيدة قوية جدا
لماذا تهددك
فقال بغير اكتراث
Dont worry. Lets go before you miss your flight.
لا تهتمي هيا لنذهب قبل أن يفوت موعد طائرتك
تركت ملك فنجان الشاي المخمر على
الطاولة أمام زوجها الذي كان يجلس للتو وأردفت
عايز تتغدا إيه النهاردة
تناول مشروبه الساخن وهو يجيب
عايز طاجن بامية
باللحمة
جلست على المقعد المقابل له ونظراتها الغريبة تصاحبه.. بينما ترك
متابعة القراءة