دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
تتسائل متحمسة
الله أنتي بتتكلمي تركي
ثم ارتبكت وهي تصحح
أقصد حضرتك يعني
ف انبعجت شفتي كاريمان وهي تجيب بلغتها الأم
Evet نعم
Çok güzel. رائع جدا
قالتها نغم وهي تضم كفيها سويا ف وزع يزيد نظراته الحانقة بينهن و
آدي التفاهه بقى!
ثم صاح ليسمعهن
في نيابة وتحقيق مش هيستنى الكلام الفارغ ده على فكرة
يلا ياعم نينة لسه هتديها أول سيشن في الكورس التركي الماسخ ده
ف ضړبته كاريمان بطرف عكازها وصاحت به
Kes sesini أخرس
صعد يزيد درجتين وانحنى نحو ملك وهو يردف بنبرة هادئة
سوري يابنت عمي مضطر
وبعينه أشار لشقيقه الذي انحنى هو الآخر وفي وقت واحد حملن المقعد من الإتجاهين.. ذعرت ملك وشهقت بصوت مرتفع وبذراعها السليم كانت تتشبث ب يونس
خرجوا بها حتى باب السيارة بنفس الشكل محمولة على المقعد.. ثم تركوها أمام السيارة وناولتها نغم العكاز كي تقف وبهدوء بطئ كانت تستقر في المقعد الأمامي بسيارة يونس.. وفي الخلف جلست نغم.
استقر يونس في مكانه ونظر نحوها وهو يسأل ب اهتمام
كذبت وهي تقول
آه
ف رمقها بنظرة ماكرة قبل أن يقول
كذابة
ثم حرك المقعد ليكون منبسطا أكثر فترتاح أكثر و
هحاول أسوق براحة رغم إن دي حاجه بكرهها جدا
وبدأ يقود بها ليكون ذلك اللقاء الأخير ب محمد.. وللأبد
بعدما أدلى يونس بشهادته التي كانت في صالح ملك مائة بالمائة وكذلك انتهت نغم.. بقيت هي بالداخل حتى ينتهي التحقيق برفقة المحامي الخاص بها.. واحد فقط هو الذي لم يستطع الحضور للإدلاء بشهادته.. إبراهيم وقد برر يونس ذلك بسفره للخارج وإنه سيحضر خلال أيام.
في إيه يايونس ده تحقيق صغير وانت ضامن إنه في صالحنا.. ليه كل القلق ده!
ف زفر و
مش هرتاح غير لما نخرج من هنا وملك تنسى كل حاجه حصلت
رفع إحدى حاجبيه وهو ينظر لشقيقه بعبث وقال معقبا
ف استدار ينظر إليه بنظرة محذرة ل يبادر يزيد
خلاص خلاص! متعصبش نفسك.. هسكت أهو
ياريت
انفتح الباب وخرج منه المحامي أولا ثم الټفت ينظر ل ملك كي يطمئن إنها تتحرك ب يسر.. أسرع يونس نحوها وأمسك عنها العكاز كي تستند عليه بدلا عن ذلك و
ف رمقته بذهول من تناقضه و
مش قولت أمشي لوحدك
ف نظر حوله شاعرا بالغبطة عليها لئلا يراها أحد وهي تتكئ بضعف على عصاها وبرر
أمشي لوحدك في البيت في الجنينة إنما هنا لأ
سحبها جانبا ثم سأل المحامي
ها يامتر
فأجاب
مدام ملك اتنازلت عن القضية والمتهم هيتم إخلاء سبيله بضمان محل إقامته بعد شوية إجراءات
ف نظر يونس نحوها وقد علت ابتسامة غريبة محياه غير متوقع إنها ستقوم بالتنازل بعد تعنتها ليلة أمس
غريبة!
ف عقبت على ذلك هي الأخرى
مينفعش أحطك في موقف صعب بعد كل اللي عملته عشاني
ف وزع يزيد نظراته عليهم وتدخل في الحوار
وإيه كمان!!
ف تجهم وجه يونس وهو يحذره
يزيد!!
ف نظر يزيد ب اتجاه المحامي و
أنا بسأل المحامي إيه كمان حصل يعني!
وقبل أن يجيب المحامي كان العسكري يخرج وهو يسحب محمد خلفه.. رمقها بنظرة حانقة حملت الضغينة ثم انتقل ببصره ل يونس.. ذاك غريب الأطوار الذي فعل به ما لم يفعله أحد سابقا وقبل أن يمر من جوارهم استوقفته ملك منادية
محمد
نظر نحوها پحقد بين ف تركت ملك العصا لدى يونس وخطت نحوه بتعرج حتى أصبحت المسافة بينهم مقبولة نظرت إليه بنظرة محتقرة
كان ممكن كل ده ميحصلش لو كنت طلقتني من أول مرة بهدوء
ثم نظرت لحال ذراعه وتابعت بشماته دون أن تعلم سبب ما حدث له
أو حتى كنت تستسلم ومتحاولش ترجعني ليك ڠصب.. أنا عمري ما حبيتك ولا شوفتك جوزي.. أنت كنت مجرد حيوان مر في حياتي متعرفش أي حاجه عن المودة والرحمة.. ولا سيبتني أعيش معاك في ود ولا خلتني أسيبك وامشي برحمة اللي حصلك ده كان قليل على كل اللي شوفته منك
ولاحت ابتسامة صغيرة على مبسمها وهي تختم
أنا سيبتك تخرج بس مش عشانك.. عشان إبن عمي اللي اتصدر في الموضوع بسلكن أنا.. أنا مش مسامحاك ولا هسامحك عمري كله
وبلمح البصر رفعت ذراعها الأيمن وهوت على صدغه بصڤعة دفعت فيها كل شعور الغل الذي تشعره تجاهه.. صڤعة مهينة مؤلمة.. شده الجميع وحملقوا غير مصدقين ما أقدمت عليه في حين أصدر يزيد إعجابه الشديد بها
وبقوتها اللحظية تلك مرددا
Wow!........
.........................................................
الفصل الثاني والعشرين
س تزهر بعد انطفائك بعد أن ظننت إنها لن تنير أبدا.
سحبه العسكري پعنف وهو يصيح فيه
يلا ياأخينا خلصني
كانت نغم تلتصق ب صديقتها متخوفة من رد الفعل الذي ستواجهه بعد فعلتها الجريئة بينما لم تشعر ملك بالندم أو الخۏف مثقال ذرة.. بل بردت نارها قليلا وهدأت ثورتها التي لم تخمد أبدا طوال الأيام الماضية..
رأت نظرات الإعجاب في عينا يزيد الذي لم يحيد بصره عنهن هي و نغم ولم يقل يونس عنه بل كان منبهرا بها ورمقها ب افتخار لما حققته نصائحه وشده ل أزرها طوال الليل وفيما مضى أيضا.
مد يده لها كي تستند على ذراعه وسألها بنبرته الرخيمة التي تصل لقلبها ب يسر
بقيتي أحسن
ف تنفست ب أريحية وهي تتمسك بذراعه و
أحسن بكتير
مشى بها والبقية من خلفه وأثناء ذلك تذكرت ملك العبارة التي قالها لها بالأمس وحفرت في عقلها..
لو خدتي قلم لازم ترديه اتنين وخلي البداية دايما تيجي منهم عشان لما يخرج منك رد فعل تكوني على حق العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
لذلك لم تكتفي بما حدث له خلال أيام احتجازه وذراعه الذي كسر وسددت له صڤعة تهينه.
رمت ملك ثقلها على يونس وهي تنزل هذه الدرجة المرتفعة شيئا ما ثم شخصت أبصارها نحوه وهي تسأله
كنت تلميذة كويسة
ف أفتر ثغره ب ابتسامة راضية وهو يثني عليها
جدا أبهرتيني الحقيقة
فتح لها الباب وأجلسها وهو يقول
يلا ياتلميذة
أغلق الباب عليها وقبل أن يلتفت كان يرى نظرات يزيد المرتكزة عليه ف سأله
في حاجه يايزيد
لا خالص لا سمح الله
وارتدى نظارته.. ومضى نحو سيارته المصفوفة بالخلف كي يتحرك هو الآخر وشعوره يحدثه بوجود خطب ما غريب في شقيقه.. ولكنه لن يصدر حكم نهائي الآن سينتظر.. حتى يتيقن من صدق حدسه.
.............................................................................
كلاهما يجلسان بنفس الغرفة ولكن لم يتحدث منهم أحد لأكثر من ربع ساعة في انتظار الخبر اليقين الذي سيؤكد إما صدق المعلومة التي حصلت عليها رغدة من ملفات يزيد التي فتشت فيها منذ مدة.. أو كذبها وسقوطهم في الفخ.
جلس معتصم محدقا في النافذة وقد بدأ الغروب يعلن ب برتقاليته المحتلة لغرب السماء بوادر حلول المساء.. طرق بيده على سطح المكتب بقنوط ونظر نحو هاتفه الذي لم يرن بعد.. نفخ ب انزعاج وهو يلتف بمقعده المتحرك ف أضاءت شاشة الهاتف معلنة عن إتصال وارد ف هب معتدلا وأجاب على المكالمة
أتأخرت عليا ليه!! ها وصلت لحاجه
صمت معتصم وهو يستمع من الطرف الآخر.. بينما تعلقت رغدة ببصرها عليه تستشف من تعابير وجهه ما قد يكون حدث.. وجدت ظل ابتسامة بدأت تلوح على تعابيره ف بدأت تطمئن حتى أغلق معتصم المكالمة وضحك بهيستريا كي ينفث عن غيظه.. تنهدت رغدة وقد تفهمت مبدأيا ما حدث.
أحادت ببصرها عنه بينما كان يقول ه
ضحك علينا ولعب بينا الكورة!
ثم نظر نحوها وصاح بعصبية مفرطة
وكله بسببك
نهضت متشنجة وهي تطيح بالملفات الموجودة على مكتبه وقد طفح بها الكيل لم يكفيه إنه جعلها تفعل أشياء گتلك وهي التي لم تحيك شيئا من قبل في حياتها بل ويحملها نتاج ما حدث أيضا..
لم تتحمل أكثر وصړخت فيه معترضة
أنا مش شغاله عندك فوق وانت بتتكلم معايا يامعتصم.. أنا مراتك مش سكرتيرتك!
فلم يهدأ هو الآخر وهو يبرر سبب هياجه العصبي
ال استلم كل حاجه بقاله أكتر من أسبوع وانتي مفهماني إن معاد وصول باقي المكن النهاردة!.. ده أسمه إيه
ف قطعت الطريق عليه وقد قررت قرارا قاطعا
من هنا ورايح أنا ماليش أي دخل في أي حاجه تخص يزيد.. مصلحة الشغل هي اللي هتحكمني
تبلد وجهه للحظة وهو يسأل
يعني إيه
أرادت أن تعاقبه بذلك.. فهي تعلم مدى هوسه ب يزيد ورغبته العارمة في تدميره بدون أي أسباب
يعني مفيش يزيد في شغل ومصلحة شغل
حاول أن يهدئ الأوضاع التي أشعلها فهو على دراية تامة أن وجوده هنا لا يشكل أدنى أهمية بدونها هي المتحكمة في كل شئ وهو تابع لها نسبة للحصة الربعية التي تمتلكها من أسهم المجموعة..
ترك مكانه وراح يدنو منها وهو يستلطفها قائلا
ياحببتي أنا مقصدش أزعلك بس انتي فوتي علينا خطوة كانت هتساعدنا أوي بعدين
كټفت ذراعيها وهي تحدجه ب استخفاف و
ميهمنيش في ستين داهية.. ومتفتحش سيرة أي حاجه تخص يزيد قدامي مرة تانية.. اللي راح كوم واللي جاي كوم تاني
سحبت حقيبتها مستعدة للمغادرة ف تعقبها وهو ينادي
أستني يارغدة أس.....
ولكنها لم تمهله فرصة اللحاق بها وحاولت أن تتجاوزه فقد بدأت تحس ب فداحة ما تفعل.. حتى وإن كانت تريد الإنتقام منه وتدميره لن يكون بهذه الطريقة الوضيعة فهو لم يعد يملك سوى حصة ربعية مثلها تماما ٢٥٪.. والنصف الكامل في حوزة يونس الذي لا دخل له بأي مما يحدث.. كما أن تدخل يونس في هذه الآونة س يعثر فقط ما تفعله لذلك س تنسحب من تلك المعركة التي فاز بها يزيد قبيل أن تبدأ وقبيل أن يتدخل فيها يونس بنفسه تدخل كامل .. ف الشقيقان لن يترك أحدهما الآخر ليسقط.
كل هذا الحديث كان قد وصل ل يزيد بسهولة شديدة عقب أن استمع إليه سيف وقرر إخباره ف عاد ينتشي من جديد مع كل مرة يتقدم عليهم بخطوات.
كان يقود سيارته حينما أتاه الخبر السعيد فلم يكف عن الضحك.. حتى إنه كان يغني ويدندن مع الأغاني الصاخبة التي رفع صوتها كان في حالة لم يصل إليها منذ فترة أرتاح داخله قليلا.. ولكنه أحس بأن القادم لن يكون سهلا س يحارب معتصم من أجل كسب رغدة من جديد.. إذا عليه أن يسعى بشكل ما ليجعلها على الأقل تثبت على موقفها المحايد وألا يكون للمجموعة أي دخل في سعيها اللامنتهي للإنتقام منه.
..........................................................................
وضعت خديجة صحن امتلأ بأنواع متعددة من الفواكه أمام ملك وهي جالسة في الشرفة.. ثم سكبت لها العصير وتركته أيضا وهي تقول
بعد نص ساعة معاد الحقنة هبقى أطلع أديهالك
ف أومأت رأسها ب امتنان و
متشكرة أوي
تحسست كفها المندمل ونظرت لذراعها التي ما زالت مكسوة بالجبيرة أحست ببعض الألم رغم
متابعة القراءة