دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل
المحتويات
شعورها تجاهه رغم تركه لها آخر مرة ولكنها تحس إنه جدير بها.. جدير بثقتها.
..............................................................................
انتهت خديجة للتو من إعداد الغداء كي تتناول كاريمان بصحبة حفيديها أطيب الأصناف التي يحبونها ثم بدأت تعد لصنع فنجان من القهوة.. دلفت نغم ب استحياء وبخطوات مترددة وقالت
ف ابتسمت لها خديجة بسعة صدر و
أتفضلي طبعا
محتاجة أعمل لبن بالبلح والعسل ل ملك لأنها بتحبه جدا
وقبل أن تقول خديجة أي رد كانت كاريمان تناديها ف ابتلعت خديجة ابتسامتها الواسعة وتبدلت لأخرى رسمية وهي تقول
معلش لازم أشوف الهانم الكبيرة
نظرت نغم للقهوة وعرضت عليها المساعدة
متتعبيش نفسك
ف ألحت نغم على مساعدتها بحسن نية حتى وافقت
مفيش تعب أبدا أنا بحب القهوة وبحب
أعملها بأيدي
خلاص ياستي مش هكسفك أعمليها.. بس خلي بالك تبقى مظبوط
ف تحمست نغم و
حاضر
بدأت تعد القهوة بحب كما تفعل كل شئ ب حب.. هذا ما يجعل من كل الأشياء أحلى وأجمل منها ومعها فتاة گالربيع في طلتها گالصيف في بهجتها وگالشتاء في عنادها وقسۏتها.. جمعت من الخصال النقيضين تلك الملامح البريئة البسيطة التي تختفي خلفها المثابرة والقوة لكنها ضعيفة رخوة تستند على نفسها.. فهي ملاذها الأول والأخير.
إيه الريحة دي ياديچا! للدرجة دي مزاجك رايق
ف ابتسمت وهي تضعها على الطاولة و
بألف هنا
ثم غادرت على عجلة.. تناولها يزيد وهو يجيب على مكالمة سيف و
صمت لحظات وهو يرتشف أول رشفة ثم
خلاص ساعة ونكون هناك
وتابع ارتشافها رغم سخونتها التي ألهبت صدره.. كانت لذيذة بشكل لن يفهمه سوى عشاق القهوة ومدمنيها استنشق رائحتها الذكية وهو يشرب منها رشفة كبيرة ثم أردف
مش طبيعية في قهوة كده في الدنيا!
نهض وهو يكاد ينهيها ودخل ليجد يونس في وجهه.. ف ذكره و
يلا
دنى منه خطوة وسأله بصوت منخفض
عملت إيه مع عمي
أطرق يونس رأسه بضيق وأجاب
خلاص بقى في المستشفى والعلاج بدأ من النهاردة بس الدكتور قالي نسبة الخطړ عدت ٨٠ ٪
تجهم وجه يزيد فجأة حيث كان ينتظر خبر يتأمل به.. لا يريد فقد الشعور بإنه سيكون بخير لا يرغب في تخيل فقدانه.. ف طالما كان له الأقرب حتى من والده حسن والآن هو على وشك خسارته.
هدخل الفنجان ده وآجي عشان نمشي
واتجه صوب المطبخ كان يلعق آخر ما بقى من صبابة قهوته حتى أنهاها كاملة.. لم ينتبه لوجود نغم خلفه بجوار المبرد ف ترك الفنجان وخرج على الفور بينما كانت هي تراه وهو يلعق الفنجان حتى آخره بنهم شديد.
أوف!! هي القهوة كانت عشانه هو!!
عضت على شفتها السفلى ثم دعت
يارب ما تكون طنط خديجة قالت إني أنا اللي عملتها!
وتحركت نحو الموقد كي تضع الحليب ليدفأ وبالها مازال هناك في نفس المنطقة منشغلا بأمور الإمتحانات الخاصة ب نصف العام الدراسي والتي تقررت بعد شهر ونصف من الآن.
...........................................................................
في هذا البناء الغريق الفاخر.
أحد الفنادق المصرية الشهيرة المطلة على ضفاف النيل.. وصل يونس بسيارته بعد أن استبقه يزيد لمقابلة العضو المنتدب الألماني فرانك ووضع أسس هامة تضمن إتفاقية ناجحة.
ظل في سيارته بعض الوقت يتحدث في هاتفه لم ينتبه طوال الطريق إنه مراقب بسبب انشغال عقله بأمور كثيرة حطت عليه بالفترة الأخيرة وهو الذي عاش انعزال تام عن البشر دام لأكثر من عام ونصف بعد ۏفاة زوجته.. ها هو الآن يعاود التخالط معهم وبقوة فرضتها الظروف عليه بداية من مسؤولية الإعتناء ب ملك گأمانة ثم الدخول في مشكلاتها وأخيرا العودة للظهور من جديد بأرض مجموعة الوطنية التي لم يشعر يوما ب انتماءه لها رغم قدراته الفائقة العجيبة في إدارتها.. إلا إنه كان يشعر بإنه ليس مكانه.
كانت غالية تنظر ب اختلاس نحو سيارته وهو بداخلها لم يترجل منها بعد.. وما أن فتح بابها حتى استعدت مشهرة سلاح مزود بكاتم للصوت وبدأت تتأهب لإطلاق ڼاري مصوب نحوه كي تنهي الأمر الذي تركته في منتصفه.
نظر لها السائق عبر المرآه وحذر عليها بشدة
ياهانم بلاش الطريقة دي قولتلك في ١٠٠ طريقة تانية نخلص بيها منه
ف هدرت به وهو تنظر نحو يونس الذي هبط توا عن سيارته
أخرس انت أنت السبب في كل ده.. لو كنت خلصتني منه يومها كان زماني مرتاحة وبنتي في حضڼي
صوبت السلاح نحوه ضيقت إحدى عيناها محاولة إصابة الهدف هذه المرة.. وهمست پحقد شديد ملأ صدرها في هذه اللحظة الفاصلة
المرة دي لازم تصيب..!!
.......................................................
........................................................................
الفصل الحادي والعشرين
المجد لتلك التي رأت من الحياة ما رأت ومازالت تبتسم وتروض الظروف وتعاند المواقف وتربط على قلبها وكأنه جمرا.
منقولة
هدى_سالم
أبعدت فوهة السلاح المصوب ناحيته فجأة وتشنجت وهي تصيح منفعلة
يوه أنا مش هخلص بقا!
كان عيسى يسد عنها حتى رؤيته كأنه يحاوطه أو يحميه وهو يقف أمامه هكذا بدون سابق إنذار.. حتى أن يونس تعجب لذلك وسأله
في إيه ياعيسى ! واقف قدامي كده ليه
ف أفصح عيسى بصراحة وبدون أن يواري
غالية قاعدة في عربيتها ورا وماشيه ورانا من ساعة ما اتحركنا
ف تجهم وجه يونس وهو ينظر حوله يبحث عنها ولكنه لم يرى من عيسى شيئا.. فحاول أن يدفعه من أمامه وهو يردف بصوت مرتفع
هي فين.. وسع من قدامي
لأ
قالها وهو يمسك بذراع يونس وكأنه س يجبره على الدخول
إحنا هندخل دلوقتي مع بعض
ف رمقه يونس بنظرات مشتطة لتصرفه الذي اعتبره تجاوز منه وأمره بلهجة حازمة
أنت مش الحارس الشخصي بتاعي ياعيسى قولتلك أوعى من وشي
من فضلك يايونس باشا أتفضل معايا نتكلم جوا العضو المنتدب منتظرك
وسحبه معه للداخل بعد عبور البوابة وهو ملتصقا بظهره حتى أصبح كلاهما في البهو دفعه يونس وقد غمر ملامحه الڠضب الشديد من تصرفه أحس گأنه هارب من شئ ما.. ولم يبرر تصرف عيسى سوى إنه تعدي على حدوده حدجه أولا بغيظ شديد وقبل أن يهم ب السب واللعڼ كان عيسى يبادر قائلا
صحيح أنا مش الحارس بتاعك بس حمايتك مش شغلي لأ.. دي فرض عليا مش هتفرج عليك وانت بتعرض نفسك للخطړ في لحظة حسيت فيها إنك لازم ترد
كأنه أحب شعور الحب الذي لا يخفي ورائه نية أخرى منع نفسه من مجرد الإبتسامة گ اعتراف ب صحة ما فعل عيسى.. ولكنه لم يبخل عليه ب امتنان متكلف
شكرا
أحنى عيسى رأسه ب احترام ثم بادر قائلا
اتفضل معايا هخليك تعمل اللي انت عايزه بطريقة تانية
سار يونس خلفه كي يحقق رغبته الجائعة كي ترى بنفسها إنه يعلم بوجودها هنا.. وإنه ترك خلفه عينا مقتنصة قادرة على اصطياد مكان وجودها أينما كانت.. كي يتباهى بقوته الخفية التي ما زالت حتى الآن لا تعترف بها.
زفرت غالية وقد أحست بالفشل في اصطياده للمرة الثانية على التوالي.. غرزت أظافرها في رأسها تفركها بحدة حتى أصيبت بخدوش برأسها ثم صاحت ب
أمشي من هنا
وقبل أن يبدأ السائق والحارس الشخصي لها بالقيادة وبمجرد فتح الأضاءة الأمامية.. كان عيسى يقف أمام السيارة يسد طريقهم رمقته غالية بنظرات مشټعلة وهي ترغب رغبة شديدة في ټمزيق أي شخص كان وعلى الفور كانت تعطي الأمر ل السائق
دوسه خلينا نخلص من طلته البهية دي
انفتح الباب المجاور لها.. لحظة وكان يونس يجاورها جلستها بالخلف كان ينظر ب امتعاض مكتوم أمامه بدون أن يوليها اهتمام بالنظر وبصوت ملأه معان كثيرة حملت البغض والكراهية ونبرة عميقة أردف
خير ان شاء الله ياحماتي جاية ورايا ليه!
لم تجد إجابة واضحة خاصة بعد مداهمته لها التي أربكتها ورغم ذلك أدعت الهدوء وهي تقول بتبجح
أنزل من عربيتي
تؤ تؤ تؤ مش معقول كده ياحماتي!
ثم نظر نحوها مستنكرا و
أخرج من ڤيلتي أنزل من عربيتي!.. طب ماانتي اللي ورايا ورايا زي الشبح
غمز لها متابعا
هاتي من الآخر عشان اريحك! عايزة إيه مني!
ف تغلغلت بنظراتها داخل عيناه وهي تقول
عايزه أشوفك مېت زي ما مۏت بنتي تقدر تعمل كده
فلم يستطع تجاوز كلمتها المتهمة والمدينة له بتلك الفعلة الشنيعة وإذ به يصيح فيها فجأة بصوت جعلها تبتعد عن وجهه
محصلش وانتي عارفه أنا عمري ما قولت لهانيا مجرد كلمة تجرحها.. إزاي تقولي إني قټلتها!! مش معنى إني لسه ملقتش اللي عملها أبقى أنا اللي عملتها.. مش هسيبك تحمليني ذنب زي ده
أنت اللي سرقتها مني و...........
فلم يمهلها فرصة كي تتابع كلماتها السامة التي تقع على مسامعه وقعا حارقا مؤلما وهدر فيها وهو يقبض على كفها گأنه سيكسر عظام أصابعها
أخرسي مش عايز اسمعك مش عايز
تآوهت وهي تتلوى من فرط الألم حتى دفع يدها وتابع
لو شوفتك في طريقي تاني ياغالية أنا هدمرك ورحمة الغالية ياغالية لأكون مصيرك الأسود ساعتها
وأنهى كلماته بكلمة واحدة قالها بعصبية ارتعشت لها عروق نحره الجانبية وقد احمر وجهه احمرارا غير طبيعي
سامعة!!
كأنها والمقعد سواء التصقت به حتى هبط عن سيارتها وتتبعه عيسى.. ظلت منزوية على نفسها وهي جالسة حتى اختفى بداخل الفندق وما زالت نظراتها ترصده ثم أمرت السائق بصوت انخفض عن معدله الأصلي
أمشي
ذكريات تلك الليلة السوداء التي آتاها فيها ذاك الخبر اللعېن عادت تطاردها وطاردتها ذكرى مكوثها بمشفى الأمراض العقلية والنفسية لأكثر من أربعة أشهر بعد صدمة تلقيها الخبر المشؤوم پوفاة ابنتها الوحيدة متأثرة بالسم .. أحست برجفة تسير بجسدها وحتى داخله توتر وارتجف هي على حافة الدخول في بؤرة حالة كانت قد انتست أيامها ولياليها بعد تلك المواجهة الحازمة التي جرت اليوم.. ليس خوفا فقط إنما شبح وظل هانيا
الذي يطاردها حتى الآن لتعيش أسوأ كوابيس حياتها حتى وهي في صحوها.
.............................................................................
يعترف إنه من الأيام السيئة التي مر بها لم ينساها يوما وشعور الذنب مازال يقطعه تقطيعا رغم برائته المحتومة يحس بالتقصير كونه لم يعثر حتى الآن على قاتلها.. وكلما تذكر تهاجمه ذكراها بتوحش ممېت للشعور كيف لأنسان أن يتحمل كل هذا الكتمان بدون دمعة يذرفها أو شكوى يشكوها.. بدون حتى أن يظهر أو يأن پتألم لقد أهلك روحه بذلك الكتمان الذي حكم به على نفسه.
تنفس يونس وهو يتحدث في الهاتف إلى مهدي بعد أن وصل لمنزل جدته.. رفع بصره فوجدها تنظر له بتلك النظرة التي اعتاد عليها منها نظرة حانية تعطف بها على قلبه اليتيم ابتسم يونس وهو يرى كاريمان تلوح له من الأعلى بينما كان يتحدث
متقلقش يامهدي هحاول آجي في أقرب وقت بس ملك تشد حيلها
متابعة القراءة