دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

شعوره بالذنب 
أنا ملكش دعوة يايونس أنت مأذنبتش
ف تضايق وهو يفسر 
بس سيبتها لوحدها خذلتها وهي اللي بصلتي عشان انجدها.. مكنتش اعرف أي حاجه من اللي حصلت قبل كده
برضو ده مش ذنبك هي شافت اللي مكتوب ليها.. وربنا بعتك في الوقت المناسب عشان تكون سبب إنها تعيش
ثم نظرت نحو يزيد ورفعت رأسها إليه وهو بطوله الفارع الذي يتجاوزها و 
جهز نفسك في طلبات هتروح تجيبهالي
حدق يزيد فيها و 
هو ده العقاپ يعني
ف أومأت رأسها وهي تجيب 
شوية حجات حريمي خاصة جدا عشان إقامة ملك هنا معايا وحجات تانية هحتاجها
تحرج يزيد وهو يسألها 
خاصة يعني إيه
يعني خاصة
كبح يونس ضحكة كادت تطفو على مبسمه و 
أنا هغيب نص ساعة وارجع اكمل كلام معاكي يانينة
ف استنجد به شقيقه و ينظر إليه هكذا ب استعطاف 
يونس! عيب عليك إحنا شقايق وتوأم كمان تسيب أخوك
كده!
ف ضړب يونس على ظهره و 
أجمد هسيبك نص ساعة وراجع
لكزته كاريمان و 
مش هحبسك متخافش أنت كبرت خلاص وبقيت أطول مني
الحبس أهون من مطالبك يانينة
ريح نفسك هتروح يعني هتروح
كانت نظراته تتعقب يونس الذي مضى في طريقه متعجلا ثم عاد ينظر نحوها بقلة حيلة مستسلما 
أخرتها هجيب لبنت منار حجات حريمي وحجات شخصية ده الزمن اتقلب حاله والله!
............................................................................
رغم الحراسات التي كانت تنتشر هنا وهناك في المشفى العسكري ورغم التشديدات التي كانت على المرضى خاصة المحتجزين والمسجونين الذين خضعوا للعلاج هنا.. إلا أن عيسى وجد طريقا يستطيع به إدخال يونس إلى هنا.. كلفه الأمر الكثير من السعي والكثير من المال أيضا ولكنه استحق في الأخير بعدما وطأ يونس المكان بنفسه وتحديدا الغرفة التي تأوي محمد.
دلف يونس بسهولة بعد أن تم تدبير أمر العسكري الحارس للغرفة وألقى نظرة شاملة أولا على محمد الذي كان ذراعه في جبيرة من الجبس وساقه مقيدة في الفراش الحديدي كي لا يفر.. رمقه پشماتة واضحة استطاع محمد أن يقرأها في عيناه بوضوح.
انتفض محمد في جلسته وهو يرمقه بنظرات محتقرة وصاح فيه متناسيا آلام ذراعه المكسور 
أنت دخلت هنا ازاي!!
ف حكيونس أصبعيه مصدرا صوت طرقعة و 
كدهوا بطرفة عين
ثم نظر لحالته المزرية وهو يبتسم قائلا 
جيت اشوف خدت اللي تستحقه ولا تستاهل تاني
ف شعر محمد بإنه يرمي إلى شئ ما 
قصدك إيه!
ف صرح يونس على الفور وهو يضحك ببرود ېحرق المواجه له 
قصدي إن أنا اللي جيبتك هنا
ثم هز رأسه يزيد من التأكيد 
آها أنا.. وانا برضو اللي ممكن أخليك تقضي حياتك
هنا
ثم اقترب منه وهو يضع يمناه في جيبه 
بس انا مش هعمل كده أنت برضو كنت جوز بنت عمي ومينفعش تبقى رد سجون
أخرج يونس ورقة مطوية من جيبه وقلم من جيب سترته ثم دنى منه و 
أنا محتاج بس توقيع صغير منك هنا بعدها هخرج ومش هنشوف بعض تاني.. للأبد
نظر محمد للورقة ب احتقار ثم رمقه مستخفا به و 
ده إيه ده!! إيصال أمانة فاكرني عيل صغير ولا بريالة قدامك
تؤ أنت ناضج وعاقل ومش هتحب إنها تيجي بشكل مش هيعجبك
ف تشنج محمد وهو ملتصق بالفراش وصاح فيه 
محدش يقدر يجبرني على حاجه وبنت عمك اللي كانت السبب في رميتي هنا أنا هربيها من أول وجديد و.....
كانت كلماته وسيلة ضغط على عروق يونس التي تأججت ما أن بدأ محمد في لهجة الټهديد والوعيد.. ولم يعد لديه مخزون من الصبر والهدوء يكفيه لمواجهة هذا الأحمق الذي زاد تطاوله خاصة وأن يونس لا يطيق رؤية وجهه مثقال ذرة..
وقبل أن يكمل كلمته كان يونس يطبق على عنقه وقد غرز إبهامه في عظمة عنقه الرقيقة يكاد يكسرها لمنع عنه الهواء وأردف من بين أسنانه الملتصقة ببعضها وهو يكزها پعنف شديد 
أنت متعرفنيش كويس ياض أنا صحيح تربية خواجاتي بس ساعة الجد ببقى إبن شوارع وواكل حرام لو لزم الأمر.. روحك مش هتكلفني شعره من راسي
ثم شدد قبضته عليه حيث بدأ وجه محمد يشحب ويزرق وهو يعجز عن التقاط أنفاسه أو الدفاع عن نفسه في ظل قوة يونس التي تمثل أضعافه 
ده انا اكرمشك زي الورقة واحطك في جيبي واحلف إني ولا شوفتك ولا قابلتك.. أتعدل أحسن أنا في الۏساخة ببقى ومحدش يقدر يوقفني
دفعه ليتركه يسعل ويلتقط الهواء لصدره بصعوبة وقال إينذاك
ما قولت بالطيب من الأول!
لهث محمد وهو يعافر من جديد و 
أنت مين عشان تتدخل أنت آ كحكحكحكح.. ملكش الحق....
قاطعه يونس وقد برزت خشونة صوته من جديد 
ليا ليا ونص كمان.. اللي اتجرأت وضړبتها قدامي دي لحمي ودمي ولو مكنتش موجود قبل كده.. ف انا هبقى زي ضلك من هنا ورايح
دنى منه والشړ ينطلق من بين نظراته الحامية انطلاقا گالقذائف 
أنا في الحق واقف زي الجبل أمال بقى لما يبقى حقي وحق اللي مني.. ده انا أهد الدنيا على دماغك انت واللي خلفوك
ثم ضړب على كتفه 
أظن كده إحنا اتعرفنا بالشكل المناسب
انحنى يونس وجلب الورقة والقلم و 
إيصال الإمانة ده فاضي هيترمي في خزنتي لحد ما تطلق ملك بالتلاتة وتنساها نهائي.. بعدين هبقى أرميه
ناوله القلم و 
يلا قبل ما يكتبوا شهادة وفاتك من هنا
ثم أشار حوله بتفاخر و 
المكان هنا ملكي زي ماانت شايف.. الشرطة برا وانا جوا
ابتلع محمد ريقه بتخوف وقد ارتجفت أعصابه وخشى أن يتورط مع هذا الرجل الخطېر فعلا.. لقد رأى هذا في عيناه نظر للورقة التي سيوقع عليها لإنقاذ حياته ثم نظر ل يونس بشك ليقول الأخير 
متخافش الرجالة كلمتهم عهد مش كلنا زيك
ف رمش محمد و 
إيدي اليمين مکسورة
بالشمال ياحبيبي وهتبصم كمان
أخرج يونس علبة صغيرة تحتوي على الحبر ثم أردف 
يلا عشان خدت من وقتي كتير
ارتجفت يداه وهو يمسك بالقلم ويحاول أن يوقع على الورقة ثم أمسك يونس أصبعه بحزم وطبع على الورقة بالحبر كي يترك بصمته كدليل أكثر قوة..
طوى الورقة ووضعها في جيبه وهو يقول 
كده أقدر أقولك ألف سلامة وتعيش وتاخد غيرها
استعد يونس للمغادرة وقبل أن يخرج الټفت لينظر إليه نظرة أخيرة و 
على فكرة متنساش تتنازل عن المحضر ضد الراجل اللي ضړبك في التخشيبة الراجل ده يخصني وهيخرج من هناك برضاك.. بدل ما تدخل انت كمان معاه
ف أسرع محمد يقول 
والمحضر اللي ملك آ.....
شششششش
تجهم وجهه أكثر وهو يقطع حديثه وبلهجة شديدة الحزم أردف 
متنطقش أسمها على لسانك مرة تانية أحسن ليك الكلام معايا خلص لحد هنا
أستنى يا.......
صفع يونس الباب نظر حوله بعدما خرج.. ثم غمز للعسكري الواقف و 
تسلم يادفعة متخافش أنا سايب الأمانة زي ما هي
أومأ العسكري رأسه بتوتر وهو ينظر حوله ف أردف عيسى 
إحنا ولا شوفناك ولا شوفتنا
متخافش يابيه
ابتسم يونس وهو يردف 
عظيم عظيم أوي
.......................................................
............................................................
الفصل التاسع عشر
الثقة شعره قوية ما إن تجذرت بشكل صحيح في مكانها ضعيفة وهشة إن تركت جذرها.
صڤعة قوية كانت تصطدم بوجه أحد رجالها صڤعة مهينة ب ظهر يدها اليسرى..
حدجته بنظرة غاضبة ثم هدرت فيه بصوت مرتفع 
كل ده ومش عارف توصل بس لمكانه أمال لو قلت هات روحه هتعمل إيه!
أطرق الرجل رأسه أرضا بينما كانت غالية تتابع صياحها فيه 
حتة فرسة مش عارفه أرجعها بعد ما الحرامي ده سرقها من هنا من بيتي ومن الأسطبل بتاعي!
ودلوقتي جاي تقولي مش لاقي ومش عارف.. أمال لزمتك إيه
فحاول تبرير فشله قائلا 
ياغالية هانم ملهوش أثر كأنه خباها في بطن الأرض
ف صړخت في وجهه 
تنزل وتجيبها حتى لو في جهنم.. تعرفلي هو فين ومع مين وبيقضي وقته إزاي! تتصرف
استمعت لصوت هاتفها المحمول ف أجابت على الفور و 
أيوة
صمتت لحظات قبل أن تنقلب ملامح وجهها قائلة ب ذهول 
موجود هنا يعني مسافرش
عادت تنظر نحو رجلها بنظرات مستخفة و 
حلو أعرف هو فين وبلغني
أغلقت الهاتف و 
يونس هنا في القاهرة.. أطلع برا مش عايزة أشوف وشك
ف انسحب من أمامها بتعجل بينما أردفت هي متحدثة لنفسها 
ماشي يايونس وراك والزمن بينا طويل
........................................................................ 
صف يزيد سيارته جانبا.. كان وجهه عابسا متجمدا وهو يعيش إجبار على فعل ما وهو الذي عاش حرا طليقا لا يقو أحد على فرض رأيه أو اختياره عليه.. ولكن عندما يمس الأمر جدته الغالية لا يستطيع فتح فمه ب حرف واحد معترض على توجيهاتها وأوامرها.
نظر للمرة العاشرة لتلك الورقة التي مكتوب فيها بعض الأشياء الشخصية التي سيبتاعها من عدة أماكن ضمنها الصيدلية ثم تأفف وهو يلعن حظه.. ترجل عن السيارة وسار نحو الصيدلية وما أن دخل حتى رأى العديد من السيدات تحرج من وضعه وهو ينظر حوله ببلاهه ثم تنحنح وهو يخطو نحو أحد الأطباء الذكور.. ناوله الورقة وقال 
محتاج الحاجات اللي مكتوبة هنا
تناولها منه الطبيب قرأ محتواها سريعا.. ثم عاد ينظر نحوه بتعجب قبل أن يغيب من أمام ناظريه ليجمع كل ما يحتاج..
رمقته إحداهن وهي تقرأ الورقة التي ناولها إياها الطبيب ثم تهامست مع زميلاتها ليضحكن سويا بشكل متخفي أصابه بالحنق.. وأسرعن بالدخول لجلب بعض الأشياء..
نفخ يزيد وهو يبتعد عن المحيط وراح يتفحص الزاوية التي تضم أدوات العناية الشخصية للذكور من ماكينات حلاقة وشفرات ودهان ملطف للجلد بعد الحلاقة... ألخ.
انتبه عندما لفت الطبيب انتباهه و 
أتفضل
ثم أخرج له بيان صرفي صغير و 
٢٥٤٠ جنيه في غسول واحد بس مش موجود لإنه مستورد ومش بينزل مصر كتير في بديل محلي أجيب منه
أومأ برأسه ثم أخرج بطاقة الإئتمان خاصته و 
لأ مش مهم
قام الطبيب بعملية سحب سريعة من بطاقته بينما تسائل يزيد بفضول 
طبعا كل الحجات دي original أصلية
طبعا.. كله مستورد زي ما مكتوب بالظبط متقلقش
أخذ منه الحقيبتين وبطاقته و 
شكرا
ثم خرج.. فنظرت إحداهن للأخرى و 
يا بختها قاعدة في البيت وجوزها هو اللي بيجيب حاجتها الشخصية حتى ال.....
وقطعت صوتها ثم ضحكت ف تلوت شفتي الأخرى و 
عيني على حظنا المنيل تيجي تشوف جوزي اللي بيحسب عليا أكياس الشامبو.. منك لله ياسعيد ناس ليها حظ وناس ليها كوسة
ترك يزيد الحقيبة في الخلف وجلس خلف المقود وهو يتمتم 
ربنا يسامحك يانينة
ثم بدأ يتصل بها و 
ألو! أيوة
خلصت 
آه
كويس
كانت كريمان قد خرجت للتو من غرفة ملك بعد أن عاينت مواصفات وقياسات جسمها جيدا من أجل ابتياع ملابس جديدة لتبقى بها هنا.. ثم أصدرت الأمر لأحد المراكز التجارية الشهيرة التي تتعامل معها كي تجهز لها طلبية كاملة من ملابس المنزل والمبيت والخروج وأبلغتهم أن حفيدها سيذهب ل استلام ما طلبت في غصون الساعة.
أتكأت كريمان على عصاها وهي تتحدث إليه في الهاتف و 
دلوقتي هبعتلك عنوان تروح عليه قولهم إنك حفيدي.. وهما هيدوك حاجات تجيبها على هنا
ضړب يزيد على فخذه مغتاظا وكتم عنها صوته المنزعج وهو يقول بهدوء مصطنع 
حجات إيه تاني يانينة ياحببتي
أسمع الكلام بلاش غلبة هبعت العنوان دلوقتي حالا Hızlı. بسرعة
ثم أغلقت المكالمة ونظرت نحو خديجة وهي تقول 
الولد ده مش هيتربى غير على إيد واحدة تتجوزه وتلمه
مش هيرضى.. بعد
تم نسخ الرابط