دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

مع نفسي يمكن أقدر اصلحها
ف اصطحبه يونس نحو الخارج وهو يحاول تهوين الأمر عليه 
معلش ياعمي لسه خارجه من تأثير البينج ومحتاجه ترتاح
خليك معاها يايونس أنا هستنى برا
وشدد على كفه وهو يختم عبارته 
يلا
ظل يونس واقفا بمحله ينظر نحوها ثم دنى من الفراش ف قالت 
انت كمان سيبتني في اللحظة الوحيدة اللي وثقت فيك بيها
تضايق من ظنها فيه وهو يبرر لها 
أنا سيبتك تمشي معاه عشان مصلحتك عشان أقدر اتصرف بعد كده إيه الفايدة لما اضربه وأديله علقة وينزل من بيت عمي على نقالة وبعدها يرجع يطلبك بصفتك زوجته الشرعية! أنا كنت عايز أحل الموضوع من جدوره
ضحكت ساخرة ف أوجعتها رأسها تآوهت وهي تجيب 
آه مصلحتي كلكم بتعملوا عشان مصلحتي وانا اللي ظلماكم
ومن بين صوت بكائها صاحت 
مش عايزة حد يفكر في مصلحتي تاني متفكروش بالنيابة عني أنا مش لعبة في إيدكم أرحموني
طب أهدي
انحنى على فراشها ومسح بأطراف أصابعه دموعها وهو يقول بنبرة صادقة 
أنا آسف مقصدتش غير إني أساعدك بالطريقة اللي شايفها صح
ف أطبقت جفونها لتنسال بقايا دموعها وهي تقول بعتاب
الطريقة اللي بتكلم عنها كانت هتخسرني حياتي المۏت عندي كان أهون من إني أتنفس معاه في مكان واحد أنت كمان سيبتني للعذاب ده زيه بالظبط أنا مش عايزة أي حد فيكي معايا سيبوني لوحدي
أنتصب في وقفته و 
حاضر
تحرك بظهره وهو يتابعها بنظراته حتى خرج من الغرفة وأغلق بابها وهو يهمس 
آخر مرة اسيبك لوحدك ده عهد عليا
رأى الممرضة تقترب منه ف أشار لها 
ياريت تدخلي تشوفيها ولو في أي مسكنات عشان تقدر تنام أديها
مقدرش لسه واخدة من ٣ ساعات تقريبا بس هشوفها
وعبرت من جواره لتدخل إليها 
في أقصى الممر كان عيسى يقف هناك مشى يونس نحوه وهو ينظر حوله حيث لم يجد أي منهم موجود سار عيسى نحوه منتظر أن يأمره بشئ جديد وبالفعل كان يونس يعطيه الأمر 
تعالى ياعيسى في حاجه عايزها منك
أوامر
بداخل إحدى زنزانات القسم 
تحسس محمد موضع الخدوش والتورمات التي سببتها له زوجته التي ردها ل عصمته بدون أن يخبرها بصق على الأرض وهو يسب قائلا 
الف بتتحامى في ابن عمها! ان شاء الله تكوني مۏتي وريحتي أنا هعرفك يعني إيه تتهميني بإني حدفتك يابنت الكدابين
ف انزعج أحدهم وهو يسمعه وقال بصوت جهوري 
ما خلاص ياأخينا من ساعة ما جيت وانت عمال تبرطم ورمتلي نفوخي
ف رمقه محمد بنظرات محتقرة وتابع تمتمته
أنا هدفعك تمن قعدتي هنا ماشي ياملك
انفتح الباب ودخل أحدهم ثم أغلق العسكري الباب من جديد نظر الرجل حوله بنظرات غامضة كان يبدو عليه وكأنه قاټل مستأجر ملامحه البشعة ووجهه الذي عج بعلامات الفتوق المتعددة والخطوط المتكونة سنون الأسلحة البيضاء 
وقع بصره على الرجل المقصود ف كشړ عن أسنانه الصفراء القاتمة وراح يقترب منه حشر نفسه بجواره ثم صاح فيه 
ما توسع شوية ياجدع ولا هتاكل المكان لوحدك
ف تأفف محمد وهو يترك له مساحة من المكان فلم يرضى الرجل و 
الله! هو لازم يعني أهزقك قدام الرجالة عشان تتلم
ف صاح به محمد وهو يقف عن جلسته 
في إيه ياعم داخل كده كأنك قاصدني ليه!!
ف وقف هو الآخر و 
أنت بتغلط ولا إيه! أنت عارف بتكلم مين ولا إيه
ف نهض أحد الرجال المتواجدين وكأنه يؤجج الموقف 
معلش يامعلم شكله جديد وعايز يتروق
ف وزع محمد نظراته عليهم وقد احتدت حميته الذكورية للدفاع عن نفسه أمام الحشد المتواجدين وصاح فيهم 
الله الله أنتوا موانسين مع بعض بقا لأ ده انا زعلي وحش أوي وممكن أفرم اللي يقربلي
ف ارتفع حاجبي الرجل الموكل به وكأن الفرصة سنحت له 
طب وريني كده مين هيفرم مين! ده انا عزرائيلك النهاردة
وأمسك برأسه أولا صدمها بغرة رأسه ل تهتز عظام رأسه على أثر الضړبة فوقع على الأرض هو ېصرخ من فرط الألم ف جلس الرجل القرفصاء من فوقه وظل يبرحه ضړبا وفي الأخير أمسك بذراعه اليمنى تحديدا ولم يتركها إلا وهي مکسورة تلك اليد اليمنى التي تجرأ وضړب بها وجه ملك تحديدا لم تكسر فقط بل س تبتر نهائيا من جسده جزاء فعله 
الفصل الثامن عشر
مهما بلغ ضعفك س تولد منه قوتك من جديد.
كانت رغدة تتحدث في هاتفها ب أريحية شديدة بما إنها بين أربعة جدارن بغرفة مكتبها مطمئنة إنه لم يستمع إليها أحد.
زرعت المكان ذهابا وإيابا ويمينا ويسارا وعقلها يكاد يجن من فرط التفكير بالأمر.. كيف اختفى أولئك الألمان الذين حضروا لأرض مصر منذ يومان!.. لقد بحثت عنهم في كل مكان ولا أثر لهم.. وهذا ما جعل معتصم يفقد السيطرة على نفسه حتى إنه عين متلصص ينقل له أخبار يزيد كي يتوصل لمكانهم ف يفسد الإتفاقية ابتي لم تتم بعد والتي تعد بمثابة أكبر تعاون ألماني مصري بين مؤسستين عريقتين سيعزز من قوة مجموعة الوطنية.
نفخت رغدة وهي تفرك عنقها بأظافرها ثم أردفت 
مش عارفه إزاي ده حصل!.. هما مش شوية ورق ولا مستند ضاع عشان يختفوا بالشكل المريب ده أكيد وراهم حاجه!
وبعد أن سئمت صياح معتصم الكي لم ينتهي منذ الأمس قررت إنهاء ذلك الجدال المهلك للأعصاب وبسرعة قبيل أن تفقد عقلها أكثر من ذلك 
ماشي سيبني دلوقتي عشان معايا waiting
وعندما سألها عن هوية المتصل تفاقم حنقها أكثر ولم تعد قادرة على تحمل تلك المكالمة الثقيلة عليها 
صحبتي يامعتصم كل شوية هتفتح تحقيق ولا إيه! سلام
وأغلقت الهاتف ثم رمته بعيدا عن متناولها.
في هذه الدقيقة تحديدا كان يزيد يستمع لكل ما يحدث عن طريق مسجل الصوت المزروع في غرفة مكتبها وهو في قمة انتشاءه.. شعوره بإنه تقدم عليهم بخطوات كان كفيلا لأن يبهجه ويفتح الزهور في وجهه گالذي سنع خبر انتظره لسنوات بشغف وشوق.
ترك سماعة الهاتف على المكتب وراح يعبث في خصلات ذقنه القصيرة جدا ثم نظر للأعلى وهو يبتسم بخبث هكذا.. إلى أن دلف سيف بعد طرقتين على الباب ف اعتدل يزيد في جلسته وهو يستقبله بوجه مشرق 
تعالى ياسيف
قطب سيف جبينه وهو يسأل بفضول 
ما شاء الله وشك النهاردة غير اليومين اللي فاتوا خالص
أومأ يزيد برأسه وهو يجفل جفونه وقال بصراحة 
صح موضوع الجماعة الألمان كان قالقني جدا بس دلوقتي ارتحت
ف أبدى سيف إعجابه الشديد بشخصية يونس وتفكيره وذكائه الداهي الذي أنقذ الموقف بحنكة رجل عاقل مدبر 
الحقيقة أنا انبهرت من تفكير مستر يونس وسرعته في الأداء .. متخيلتش يقدر يتصرف في ظرف يوم واحد
ف أيد يزيد رأيه مفتخرا بشقيقه التوأم 
هو ده يونس صاحب الدقايق الأخيرة.. زي فريق الأهلى كده يصبر يصبر وبعدين يحقق هدفه في آخر وقت
تنهد يزيد وهو يسترجع معه 
لولا اللي عمله كان زمانا متورطين دلوقتي تخطيطه لرحلة سياحية في الوقت القياسي ده وإنه يبعت الفريق كله أجازة يومين يتفرجوا على المدن السياحية في مصر فتح لنا وقت تقدر نتصرف فيه لحد ما نعدي أزمة عمي وبنته من ناحية هو معاهم مسابهمش وناحية تانية point نقطة تتحسب لينا قدام الشركة الألمانية.. مش مهم أبدا إنه اتكفل بالتكاليف كاملة المهم النتيجة
نهض يزيد من مكانه وهو يكركر بضحك هيستيري قائلا 
أنا بس عايز أشوف وش معتصم دلوقتي والله أبغي أقوله hard Luke بس استحي
اڼفجر سيف ضاحكا من تعبير يزيد الساخر حتى قطع ضحكهم صوت رنين هاتف يزيد.. ف تنحنح مستعيدا جديته وأجاب 
أيوة يا يونس حاضر.. مسافة السكة
أغلق الهاتف و 
أنا لازم اخرج دلوقتي كلمني لو حصل حاجه.. كده كده هرجع على الشركة لو لقيت وقت
تمام
وخرج..
خرج ومازالت ضحكته تلوح على طرفي ثغره غير قادر على إخفائها كلما تذكر.. حتى إن رغدة رأت تلك الضحكة التي تغرف سببها جيدا تآكلت من الداخل وهي تراه سعيدا هكذا وكيف يكون سعيدا وهي التي تسعى ب شتى الطرق كي تفسد كل لحظاته كي يعيش فقط شعور الألم.. كي ترى في عيناه الندم فقط ولكن خاب ظنها.. هي فقط من تتعذب الآن وتتعذب بلا شفقة أو رحمة.. تعيش اختيارها ويا له من أسوأ أختيار.
.............................................................................
لليوم الثالث على التوالي لها بالمشفى.. 
حاول الطبيب كثيرا ب إقناعها أن تلبث معهم يومين آخرين تحت إشراف طبي قوي ولكنها كانت متعندة للغاية رافضة أي محاولة.. کرهت رائحة المشفى وأحست كأنها لا تستطيع النوم من فرط الألم ومن شدة الأرق والقنوط من المكان.
تنهد الطبيب فاشلا معها وفي النهاية رضخ رغبتها 
خلاص اللي تشوفيه بس لازم راحة تامة وهشوفك آخر الأسبوع عشان الغيار على الچرح لازم يتم بطريقة طبية منضبطة
أومأت برأسها و 
ماشي بس اخرج من هنا
ف تدخل إبراهيم متسائلا بحيرة 
هي هتقدر تمشي ولا ناخد لها كرسي بعجل معانا
ف أجاب يونس وكأنه قد اتخذ القرار 
لأ مش هناخد كرسي ولا حاجه عربية الإسعاف هتنقلها من هنا للبيت مباشرة من غير أي مجهود منها
ف رمقته ملك بنظرات حانقة لأنه قرر بدون أن يسأل عن رأيها حتى ثم أردفت 
أنا مش هروح البيت
ف ابتسم يونس بسماجة وهو يقول 
مين قالك هوديكي البيت!
ف تدخل إبراهيم هو الآخر وقد اعترض قائلا 
مش هينفع تقعد في عربية الإسعاف ٣ ساعات سفر يايونس!
ف وزع الطبيب بصره عليهم وأردف ب استغراب 
سفر!! مينفعش ليها سفر نهائي اليومين دول
ف صحبه يونس نحو باب الغرفة كأنه يطرده و 
متقلقش يادكتور البيت قريب من هنا أنا مجهز كل حاجه
ثم خرج معه لحظات وعاد بعدها يدخل ويغلق الباب.. استندت ملك على الفراش وهي تعتدل وقالت بنبرة محتدمة 
أنا مش هروح معاك تاني في حته أنا هقعد عند نغم
ف ابتسمت نغم التي كانا تقف جوارها مباشرة ب انشراح و 
على راسي طبعا ياحببتي
في هذه اللحظة تحديدا كان يونس يميل عليها بنصف جسده العلوي ليكون أقرب وتعابيره أوضح لها تراجعت سنتيمتر برأسها للخلف وهي تراه قريبا هكذا.. بينما قال هو بهدوءه المعتاد 
أسمعي ياملك أنا عجباني أوي حميتك وشجاعتك.. بس للأسف مش هتنفعك بحاجه دلوقتي ومعايا أنا بالذات قدامك اختيارين مفيش ليهم تالت واحد.. إنك هتسلمي أمرك لله وليا وتسكتي خالص وهتيجي معايا أتنين.. إنك هتفضلي هنا ومش يومين بس هتفضلي موجودة لحد ما چرحك يلم خالص
كادت تتحدث بنبرة رافضة حكمه و 
لأ طبعا آ.....
ولكنه قاطعها وهو يهز رأسه بالسلب 
تؤتؤتؤتؤ أنا مش يناقشك.. أنا بقولك ياأما واحد ياأما اتنين أروح أخلص تصريح خروجك ولا نقعد هنا
تنفست بضيق وهي تحس عجزها أمام وضع إجباري فرضه عليها.. إنا نصف الحرية فقط أو عدمها.. لم تجيبه ف ابتسم هو ابتسامة أزعجتها وهو يعتدل في وقفته و 
كده هروح أعمل التصريح عشان أشوف بعد كده العربية اللي هتنقلك من هنا
دخل يزيد بعد أن قرع الباب و 
يونس أنا جيبت عربيتك من المغسلة وموجودة تحت
أومأ يونس وهو يتحرك ليخرج.. بينما أمسكت ملك
تم نسخ الرابط