دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

صدق عيسى على حديثه بدون تفكير 
طبعا ياباشا
سحب يونس نفس طويل ثم ترك الدخان يخرج من فمه أثناء التحدث 
أدي للرجالة الإشارة
عبث عيسى في هاتفه ثم تركه لحظات وكان سكان العقار يخرجون من البوابة الرئيسية بعجالة والذعر والفزع باديين عليهم الجميع يشير نحو العقار ويتهامزون حوله حتى اڼفجرت إحدى الشقق فجأة ف هرع الجميع يركض ويفر من أمام البناية بينما كان مركز هادي تبلعه النيران وألسنتها والأبخرة السوداء تتعالى أمام الجميع كلما ظهرت النيران أكثر كلما ارتاح يونس أكثر وأكثر ثم تنهد ب أريحية ورمى ب صبابة سيجارته من النافذة وهو يستعد للمغادرة ف سأله عيسى 
تحب تروح المكان اللي بتحبه
فأجاب والسيارة تتحرك من مكانها لتبتعد عن هنا بعد إتمام مهامهم 
تؤ 
الفصل الخامس عشر
إن كان الحب أثم ف نسيانه أعظم أشكال التوبة 
كانت الغرفة مبعثرة من حولها حتى فراشها الذي تنام أعلاه لم يكن في شكله المړضي للنظر لم تفتح زجاج الشرفة منذ ثلاثة أيام وكأنها أقسمت على تأديب قلبها الذي خنع لرجل لم تشعر لوهله إنه يستغل برائتها بل واستخدمها مستغلا ضعفها وحالتها كأنها دمية يحركها بين أصابعه عندما أمعنت التفكير وجدت إنها بالفعل فعلت كل ما قاله وسرت خلف توجيهاته تاركة العمى يتمكن من قلبها وحواسها لم تفعل شيئا بإرادتها الحرة بل كان هو المحرك الذي دفعها لفعل ما تلوذ إليه 
فتحت ملك عيناها وهي تنظر نحو الشرفة المغلقة وأطبقت جفونها ب استسلام من جديد شعرت بصوت خشخشة كأن أحدهم يعبث على الفراش وشيئا صغيرا يسير على يدها كأنه كائن حي جحظت بعيناها على الفور واعتدلت برأسها لتنظر ف اصطدمت برؤية فأر صغير كان يسير على يدها انتفضت وهي تصرخ دفعته عن يدها ونهضت متعجلة عن الفراش وهي تتنفس بصعوبة ومازال صړاخها مستمرا وهي تنظر إليه برهبة وخوف التفتت برأسها وكأنها تبحث عن شئ تبيده به ولكن بصرها وقع على آخر أكبر منه على الأرض بجوار الكومود وزحف حتى دخل أسفل الفراش قفزت في مكانها وقد تمكن الذعر من نظراتها المڤزوعة وسرعان مع بحثت بعيناها عن منتاج الغرفة كي تفتح الباب وتفر بسرعة 
كان يونس يقف بالخارج بجوار الباب يستمع لصوتها منتظرا اللحظة التي ستخرج فيها من بين جدران أربعة حبست نفسها بهم طوال الأيام الماضية 
وما أن شعر بالباب ينفتح خطى نحو الدرج مستعدا الهبوط عليه ولكنه توقف مع سماع صوت صړختها وهي تناديه بعدما خرجت 
يونس
الټفت برأسه ينظر بفتور بينما هرعت هي نحوه و 
فار لأ أتنين الأوضة فيها فارين
أدعى عدم الإكتراث بحجم المصېبة كما تتوقع هي وقال 
عادي بتحصل سيبي الأوضة ومهدي يطلع يشوفها يمكن لما وشك يشوف الشمس يتحسن بدل الپهدلة اللي انتي فيها دي
ختم عبارته وهو يرمق أعلاها وأسفلها بنظرات أزعجتها وجعلتها تنظر لحالها ثم عادت تنظر نحوه ف تركها وهبط وهو يقول 
الفطار جاهز لو عايزة
نظرت نحو الغرفة التي أغلقتها من خلفها كي لا يخرج زوج الفئران اللذان اقتحما غرفتها ثم عادت تفكر هل تذهب لتناول الطعام أم تتجرأ وتدخل لتبديل ثيابها أولا!
جلست على حافة الدرج وهي متحيرة فيما ستفعل حتى رأت مهدي يهبط عن الطابق الأعلى ف نهضت على الفور و 
عم مهدي ألحقني في فارين في الأوضة
حدق مهدي بعدم تصديق و 
فيران متأكدة
فقالت والخۏف ينتابها 
آه والله بالله عليك تشوف الأوضة وتخرجهم عايزة أغير هدومي
نظر نحو الغرفة قبل أن يهم لفتحها ف استوقفته وهي تصيح 
لأ لأ لو فتحت هيخرجوا
أمال اعمل إيه لازم يخرجوا
ف نظرت حولها و 
آ طب استنى لما انزل
وفرت راكضة على الدرج حتى وصلت للبهو 
بينما دخل مهدي وراح يبحث هنا وهناك حتى وجد أثر لذيل فأر صغير قبل أن يركض ف اعتدل في وقفته وفكر قليلا ثم ابتسم ابتسامة مغزية وهو يقول 
مفيش حاجه تعجز معاك يايونس
نظرت ملك حولها يمينا ويسارا وهي تستكشف المكان لا تدري إلى أين تذهب حتى ظهر يونس وهو يخرج من أحد الردهات ممسك ب كوب من الشاي ومضى نحو غرفة ما يبدو إنها غرفة الطعام شبكت ملك أصابعها گطفلة صغيرة تائهه هي بالفعل طفلة طفلة لم تعيش طفولتها گغيرها من البقية وحتى شبابها يضيع الآن بين الأحداث الغريبة والأحزان وبين الظلم والقمع الذي عاشت به تحت مسمى عش الزوجية 
سارت ملك نحو أحد المقاعد المبطنة الموجودة ضمن طاقم جلوس فاخر وجلست أعلاه تفكر في أكثر من أمر حتى قطع عليها تفكيرها رؤية عيسى بهيئته الغامضة تلك يدلف الغرفة الذي ډخلها يونس منذ قليل هذه المرة الأولى الاي تراه فيها ولكنها خشيته شعورها أخبرها بإنه رجل ېخاف منه 
دخل عيسى لغرفة يونس الخاصة واقترب منه وهو يقول 
حصل
ناوله جريدة اليوم التي تم نشر الخبر فيها ف عنوان أول يجذب الأنظار وأردف 
الصحفي بتاعنا كان موجود في مكان الحدث وصور كل حاجه وطبعا إذن النشر كان في جيبنا من قبلها عشان يطلع تاني يوم
تفحص يونس ورقات الجريدة وقرأ السطور بإمعان ف لاحت ابتسامة ظافرة على محياه راضيا عن ثمار المجهود الذي بذله خلال يومين فقط لإنهاء أمر هذا الحثالة الذي تجرأ بالتعدي العاطفي على ملك وجعلها في هذه الحالة ثم ترك الجريدة وأمسك ب دفتر الشيكات خاصته وقع على واحد منهم بعدما كتب المبلغ به و 
ده عشانك ياعيسى
تناوله عيسى ثم طواه ودسه في جيب بنطاله في حين كانت إشارة السماح بالخروج تأتيه من يونس 
خليك في مكانك وانا لما احتاجك هكلمك
ماشي ياباشا عن أذنك
خرج عيسى ثم لحظات وتبعه يونس حيث عبر الردهة ومنها دخل إلى غرفة الطعام وضع الجريدة بجواره وراح يرتشف الشاي وهو
ينظر إليها بحبور اجتلاه حتى رآها تقف عند الباب فترك الشاي و 
واقفة كده ليه أدخلي
دخلت ملك وهي تتأمل المكان ثم جلست على أحد مقاعد المائدة البعيدة عنه ف قطب جبينه مندهشا وسألها 
خير!! خاېفة تقعدي قريب مني ولا حاجه
ف نفت وجود الفكرة برأسها و 
لأ
أشار نحو الطعام و 
قربي عشان تفطري ياملك
نهضت ملك عن جلستها وجلست بالمقعد المجاور له تحديدا وضع أمامها بعض الأصناف التي خمن إنها تحبها ثم أردف أثناء ذلك 
انتي اتطلقتي ليه
رفعت بصرها فجأة نحوه وهي تحدق فيه ف لم يتراجع هو عن النظر المتعمق بداخل عيناها المخيم عليها الحزن حتى أجفلت هي وسحبت قطعة من الخبز وضعت عليها قطعة من الجبن الأبيض ثم نهضت عن مكانها وخرجت بدون أن تتفوه بكلمة واحدة تركها بدون أن يضغط عليها ولكن تصرفها المتجاهل ذلك أثار انزعاجه المكتوم أكثر نظر نحو الجريدة التي لم يلحق كي يريها إياها ثم عاد يرتشف الشاي الخاص به وهو يفكر قليلا 
قضمت ملك قضمة واحدة من الخبز كانت تلوكها بين فكيها ببطء والدموع تنسال من طرفيها ابتلعتها وكأنها تبتلع قطعة من حجر مسحت دموعها وسارت نحو المطبخ المكان الوحيد الذي تعرف طريقه رمت ما بقى من الطعام الذي لم تتناوله في سلة المهملات ثم خرجت 
ترك يزيد زجاجة المياه الصغيرة وهو ينظر لشقيقه بتمعن كي يصل لتخمين يمكنه من معرفة رد فعله ولكنه لم يستطع فسأله مباشرة 
هتعمل إيه يايونس
فأجاب مباشرة وبدون تفكير 
ملك لازم تعرف عمي لو ماټ في أي وقت وهي متعرفش مش هتسامحنا
ف لم يهتم يزيد بأمرها كثيرا و عبر عن ذلك بصراحة مطلقة 
أنا ميهمنيش ملك تعرف ولا لأ اللي يهمني إنها تضغط عليه عشان يوافق يتعالج ده السبب اللي خلاني أفكر نبلغها
كان يزيد يجلس برفقته وسط مربع محاط بالكلأ ويطل على أسطبل الخيل خاصته عينا يونس أغلب الوقت على خيوله التي تنتمي أغلبها لفصائل نادرة أشاح بوجهه عنهم لحظة ينظر لأخيه و 
مهما كان السر اللي تعرفه ومخبيه عني ده مش سبب يخليك بالجحود ده البنت ملهاش حد غير أبوها
ف لمح يزيد بعدما رأى بعينه دفاعه عنها وحمايته لها حتى وإن كانت غائبة 
معتقدش! أنت كمان بقيت موجود
تنغض جبينه عاقدا لحاجبيه المستطران ثم أردف كأنه لم يفهم 
يعني
ف رفع يزيد عيناه عنه كي لا يواجهه و 
ولا حاجه أقصد إنك مش هتسيبها لوحدها في نص الطريق
رن هاتفه الموضوع أمامه وبدون أن يلتقطه كانت عيناه تقرأ هوية المتصل أطبق جفونه وكشر وجهه وهو يهمس ب انزعاج 
إزاي نسيتها
ف خمن يزيد 
دي نينة اللي بتتصل
أومأ يونس برأسه وهو يجيب عليها لانت نبرته وكأنه يستعطفها ويعتذر عن غياب الفترة الماضية و 
ألو أنا آسف سامحيني والله مقصدتش أغيب كل ده عنك
وكأنها كانت توبخه صوتها العالي كان ظاهرا حينها صمت يونس وهو يستمع لصوت صياحها فيه ثم أردف ب 
والله هاجي حقك عليا
ثم نظر ل يزيد الذي حدق فيه وأشار له كي لا يأتي بسيرته ولكن يونس قام بتوريطه هو الآخر و 
من عنيا هجيب يزيد معايا حاضر
ف نفخ يزيد ونهض عن مكانه سار ب اتجاه الأسطبل وعندما رأى ريحان تقف ابتسم ودخل إليها كي يداعبها قليلا لحظات وكان يونس يقف بالخارج ويهتف ب 
حضر نفسك نينة مستنياك تيجي معايا
ف أطبق جفونه وهو يهمس بينه وبين حاله 
هتقعد تديني كلام في جنابي لحد ما اقول يا بس أنا عارفها مش بترتاح غير لما تهزقني
حرص الشقيقين على تناول الغداء معا قبيل عودة يزيد إلى القاهرة حيث أشرف مهدي بنفسه على الطباخ الذي أعد أفضل الأصناف اللاتي يحباها كلاهما ووضع الطعام بنفسه على المائدة مضيفا 
وبعدها خليتها تقعد في الأوضة التانية اللي جمب أوضتها لحد ما نتصرف
تسلم يامهدي
بدأ يزيد بالحساء أولا وقال أثناء تناول الطعام 
هتنزل أمتى يايونس
بكرة نازل بكرة ضروري وهعدي على المجموعة في طريقي
وقبل أن يتابعا حوارهم كان صوت مهدي يظهر وهو يقول 
تعالي يابنتي انتي مكسوفة ولا إيه!
وأدخل ملك كانت تضم شعرها القصير المبتل للوراء تاركه بعض الشعيرات تنسدل على الجانبين رد لها لون بشرتها الطبيعي وحاولت أن تتناسى ما حدث في سبيل حياة جديدة تنشدها دلفت وجلست بجوار يونس في المكان الذي جلست به بالصباح 
رفعت بصرها نحوه لهنيهه فوجدته مهتم بطعامه ولم ينظر حتى نحوها بينما لاحظ يزيد هذا الفتور من كلاهما كأنهن متخاصمين ضاقت نظراته وهو ينظر للحساء ثم رفع بصره يسأل مهدي 
هو الطباخ اللي هنا بيعرف يعمل مكرونة بشاميل
فأجاب مهدي على الفور 
آه طبعا
وكأنه اشتاق لتناولها مرة أخرى بعدما حفر مذاقها في حواسه ف قال متحمسا
طب خليه يعملي وهاخدها معايا وانا ماشي
من عنيا
تركت ملك الملعقة التي لم تتناول بها حتى الآن ثم أردفت 
أنا عايزة أروح لبابا
توقف يونس عن تناول الطعام ولم ينظر نحوها وهو يجيب 
لأ
ارتفع جاجبيها بذهول متفاجئة من رده كانت تتوقع إنه سيبلبي رغبتها على الفور ولكنها صدمت برأيه وتسائلت حول السبب 
ليه لأ
ف نظر نحوها و 
عشان
تم نسخ الرابط