دمية مطرزة بالحب بقلم ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

محاولة تهدئة عقلها الذي هاج بعدما رأت نفسها تسقط بالهاوية ب أيادي لم تراها 
انقبض قلبها واستيقظت وهي تسقط على الأرض ومنذها وهي تحاول السيطرة على قلبها الذي ينبض بسرعة 
وقفت أمام الشرفة وهي تتحس قلبها الذي يوجعها كلما تنفست لا تدري ما السبب ولكنها وخزة لم تزول إلا بمرور الكثير من الوقت 
في منتصف الطريق السريع وبين صفوف السيارات التي تطير على الأرض بسرعة رهيبة كان يونس يشق طريقه عائدا للمزرعة بسرعة فائقة تفوق زويه من السائقين المجاورين من حوله عقله ليس معه يأتي ويذهب به منذ أن ترك القاهرة عيناه عمليا مرتكزة على الطريق ولكن علميا لا يرى سوى المشهد الذي دبرته الصدفة ليراه 
عودة بالوقت للسابق 
أغلقت المساعدة الخاصة ب هادي هاتفها وأنصتت ل يونس وهو يملي بياناته 
حسن أحمد
رقم تليفون لحضرتك
بحث في هاتفه عن أحد أرقامه القديمة المغلقة حاليا وأملى عليها ثم أردف 
ينفع يكون النهاردة
هرجع للدكتور واشوف هيقول إيه
نظر حوله ثم قال 
طب من فضلك محتاج أدخل حمام ضروري
أشارت له نحو الرواق الموجود أقصى اليسار و 
أول يمين من الناحية دي
أومأ برأسه وهو يبتسم وسلك الطريق الذي أرشدته إليه وبعيناه الثاقبة كان يدرس كل التفاصيل من حوله مر بجوار دورة المياه ولم يدخل مضى بشكل مستقيم حتى بدأ صوت أنثوى يتخلل سمعه ضاقت عيناه وهو يدقق السمع واقترب أكثر من الغرفة الأخيرة التي يعلوها لمبة إضاءة حمراء متوهجة ليسمع ضحكة رقيعة مرفقة بكلمة 
أنت دمك زي العسل يادكتور
تراجع يونس خطوات للخلف وعاد نحو دورة المياه دلف وأغلق على نفسه ووقف يستمع لصوت الباب الذي انفتح ويبدو أن كلاهما خرجا منه بدأ حوارهم يكون أكثر رسمية مما كان منذ قليل وهو يقول 
المهدئ يتاخد قبل النوم بنص ساعة ومتضغطيش على أعصابك كتير الفترة الجاية
حاضر
تنهد يونس وهو يفرك عنقه ب انزعاج من فرط حرارة المكان رغم إننا في بوادر فصل الشتاء وتابع مراقبته حيث كان الطبيب يتحدث إلى مساعدته 
مريض واحد في الحمام وكان عايز يشوف حضرتك النهاردة
ف عنفها هادي بدوره 
مش قولتلك مش أي حد يدخل هنا انتي بتفهمي إزاي!!
آس 
بس بس لما يخرج مشيه أنا مش فاضي النهاردة
بصق يونس على الأرضية وقد بدأ ينفعل وهو يستمع إلى نبرة صوته التي لم تروق له وانتظر حتى استمع لصوت صڤعة بابه 
ف خرج بعدما ضبط سترته نظر في ساعة اليد وهو يقف أمام المساعدة وقبل أن تتفوه بكلمة كان يسبقها 
أنا هاجي مرة تانية لأني افتكرت مشوار مهم
ماشي يافندم تحت أمرك
وخرج خرج مخټنقا من هواء هذا المكان وكأنه أحس ببواطنه إنه نجس خبيث ولعين هنا استدرجت وهنا كانت لعڼتها بدلا من أن يكون شفائها لوهله أشفق عليها ولحظات أخرى أحس بإنها حمقاء غبية كيف لم تستطع بحدسها النسائي أن ترى وجهه الحقيقي!
ألهذه الدرچجة كانت مغفلة أن سذاجة من الدرجة الأولى والنادرة 
عودة للوقت الحالي 
الخطوة التالية معروفة بالنسبة له ولكنها تتوقف على عدة نقاط س تحددها ملك نفسها أهمها هل ستصدقه أم لا 
وكأن اليوم يوم حظه العثر بعدما ظن معتصم أن كل الأعراض التي تعانيها زوجته هي أعراض الحمل اتضح إنها مجرد تأثير من تغييرات المناخ وتقلباته هذه الآونة 
عبس معتصم أكثر بعدما أبلغته رغدة بسلبية نتيجة تحليل الحمل وقال بشك راوده 
إحنا بقالنا أكتر من سبع شهور متجوزين إزاي مفيش حمل لحد دلوقتي!
كانت رغدة مرتخية على الأريكة وهي تنظر للتلفاز بعدم اهتمام و 
عادي في ناس بتفضل متجوزة بالسنين ومش بيحصل حمل أنا مش مستعجلة
ف احتد صوته وهو يقول 
أنا مستعجل خلينا نروح لدكتور نكشف ونشوف إيه سبب التأخير ده
ف اعتدلت في جلستها وهي تحدجه بنظرات غير مفهومة و 
أنا معنديش حاجه عشان أروح لدكتور بعد ما تعدي سنة نبقى نشوف الموضوع ده
ونهضت عن الأريكة وهي تتابع 
مش فاهمه سر استعجالك إيه فجأة كده بقيت عايز بيبي!
ومضت من أمامه لتدخل غرفتها أوصدت الباب وهي تبتلع ريقها وكأن الجو بات ساخنا عليها وضعت يدها على بطنها وزفرت ب اختناق وهي تهمس 
أنا آسفه عارفه إن ملكش ذنب بس انا مش قادرة
وأطبقت جفونها تستعيد ذلك المشهد من جديد حينما أبلغها الطبيب بحملها وإنها ستستقبل ولي العهد بعد ثماني أشهر من الآن تثلج جسمها كله مع سماع ذلك رغم توقعه مسبقا ولم تترك فرصة تفكير واحدة إلا وقد قررت قرارها القطعي وهي تقول 
مش عايزاه أنا عايزة أنزله!
فتحت رغدة عيناها بصعوبة وكأن ناظريها مشوشين مشت نحو الفراش واسترخت عليه وهمست مرة أخرى وهي تحدث تلك النطفة التي علقت ب رحمها 
سامحني على اللي هعمله انت متستحقش تعيش حياة كلها صراع زي دي
وختمت على قرارها بدون التفكير في العواقب والتوابع حتى لم تهتم لحظة إن عرف معتصم بفعلتها ماذا سيفعل! 
وقف يونس بسيارته في رواق المدخل حينما لمح الطبيب البيطري وترجل عن السيارة متعجلا ليتعرف على سبب إجهاد الفرس خاصته وعدم قدرتها على الوقوف 
دنى منه يعاتبه بحدة و 
اتأخرت ليه يادكتور
معلش يايونس باشا عقبال ما خلصت العيادة
زفر يونس وهو يسأل بنفاذ صبر 
طب قولي ريحان مالها
عندها حمى الحافر ودي بسبب أكل الحبوب الكتير ومن غير تدريب السمۏم اترسبت في الحوافر ومبقتش قادرة تقف
وبعدين
أنا حقنتها بمصل وسيبت علاج لعم مهدي يحطه في الميا اللي بتشرب منها وبعد يومين هاجي تاني أشوفها
أفسح له يونس المجال كي ينصرف وسار في اتجاه الإسطبل الخاص به متلهفا ليراها ولكنه صدم صدم مع رؤية ملك هنا في هذا الوقت تمسح على رأسه ريحان وظهرها وهي ممدة على الأرضية أطال النظر لها وهي تمسح عليه بحنو بالغ ثم أثار انتباهها 
آحم
التفتت برأسها لتراه نهضت عن وضعية القرفصاء و بررت وجودها هنا ب 
أنا كنت سامعه صوتها عشان كده جيت اشوفها
ماشي
واقترب منها انحنى عليها قليلا وهو ينظر لحالتها التي أحزنته بينما كانت ملك تتطلع إليه وهي تفكر هل تسأله عن اتفاقهم الذي سينفذ بالغد أم تصبر على ذلك وفي أوج تفكيرها كان يونس يقطع عليها شرودها متسائلا 
أنتي قلعتي الحجاب
لحظات صمت كأن سؤاله غير متوقع ثم قالت 
أنا عمري ما كنت لبساه ده كان إجباري عليا بعد ما اتجوزت
ف التوت شفتيه و 
يعني بتقولي إنك خدتي حريتك بالكامل! كويس
واستبقها للخروج ف لحقت به على الفور و 
آ يونس
توقف واستدار لها وقد خمن ما ستقوله لتردف هي 
أنت كنت قولتلي إمبارح إنك آ 
أنا رجعت في كلامي
تلجم لسانها وشل عقلها للحظات وهي تستوعب ما قيل توا حتى هو صمت كي يترك لها مساحة التفكير التي ستمكنها من الرد ازداد فضوله ليعرف رد فعلها ف إذا بها تقول بعدما عبست 
يعني إيه!! انت فاكرني عيلة صغيرة عشان تاخدني على قد عقلي
انتي فعلا عيلة صغيرة لو معرفتيش تميزي اللي قدامك ده جنسه إيه وملته إيه يبقى انتي فعلا صغيرة وهبلة كمان
ارتفع حاجبيها بذهول من إهانته لها وصاحت فيه بقلة حيلة 
أنا غلطانة إني آمنت ليك وصدقت إنك ممكن تساعدني طلعت شبه بابا وشبه محمد وكلكم شبه بعض
عقد ذراعيه خلف ظهره وهو يرمقها بنظرات حادة لجلجت من ثقتها المهتزة بنفسها وقال بنبرة خشنة 
مين هادي أهله فين ومين! متجوز ولا لأ! بيعمل إيه! تعرفي أي حاجه من دي
قطبت جبينها وهي تجفل نظرها عنه ثم أجابت بثقة لا تعرف مصدرها 
هادي مش متجوز وأهله آ مش عارفه هما فين عمره ما جاب سيرتهم
ف ضحك بسخرية وهي يقول 
هو فعلا مش متجوز هو مطلق
شهقت بخفوت وهي تحملق فيه 
مطلق! بس هو مقاليش كده قالي انه متجوزش قبل كده و 
اتجوز ٥ مرات وكلهم طلقهم
كأن الصدمة گالصخرة الثقيلة التي حطت على لسانها فلم تستطع التحدث بكلمة واحدة بينما تابع هو قنبلة مفاجآته التي جاءها بها 
أبوه مسجون پتهمة شروع في قتل بسلاح أبيض وأمه متجوزة راجل تاني واحدة من زوجاته خلعته وواحدة تانية بينهم قواضي نفقة وعندهم طفلة
مال برأسه يمينا وهو يسأل ب استخفاف 
مين ده اللي عايزه تروحي له ياملك
وصاح فجأة 
مين!!
انتفضت أثر صوته وقلبها حتى الآن مغلف بالسم الذي لم تشفى منه بعد مازالت فريسة لحب توهمت به رافضة سماع شئ يدينه ولذا صاحت فيه هي الأخرى 
أنت بتكذب عليا ملقتش قدامك حاجه تانية تمنعني بيها إني أمشي من هنا غير إنك تعيشني في كابوس إنه ضحك عليا
ف ابتسم بسخرية وهو يشير للمحيط 
أنا مش مضطر أعمل ده كده كده إنتي مش هتخرجي من هنا مش هتسيبي هنا طالما أنا مقولتش ده
ضاقت عيناه متحمسا لأن يعقد معها اتفاق وبالفعل عرض ذلك عليها 
أنا هثبتلك إني صح مش عشانك تؤ ده هيكون عقابك على اتهامك ليا بالكذب إنك تعيشي بعذاب إنك كنتي مخدوعة 
أنا هعمل معاكي deal اتفاق وانتي مجبرة تنفذيه بالحرف طالما أنا كذاب عينك هتكون أصدق مني
عيناها المغلفة بطبقات القهر والضيق لن ينساها ولكنه لن يلين إلا بعد أن تعود لرشدها بعد أن يعاقبها كما قال تجاهل أي شعور بالشفقة حيالها الآن ورضخ لتفكيره الذي قاده نحو طريق سيؤدي بها للحقيقة 
كان صباح رطب هادئ جلس يونس يحتسي مشروب عشبي دافئ بجانب سيجارته وهو يقرأ أحد الكتب التي تتناول علم النفس بشكل مفصل هذا المجال الذي درسه بالخارج وأسهم في تشكيل شخصيته الحالية بشكل كبير 
كان متمعن القراءة شديد التركيز إلى أن قطعت ملك تركيزه بعدما طرقت على باب غرفة الجلوس ف رفع بصره ناحيتها 
الآن يرى أنثى حرفيا أنثى جميلة لم يراها هكذا منذ أن أتى بها إلى هنا الثوب الكلاسيكي الغير متكلف وشعرها الذي اهتمت بتصفيفه فأصبح ب قصره أجمل من كونه
كان طويل لم تستخدم من أدوات الزينة سوى طلاء الشفاة الوردي الرقيق ومسحت أسفل عينيها بالسائل الخافي للهالات السوداء 
وقفت على الباب وهي تحمل حقيبة صغيرة وأردفت 
أنا جاهزة
شملها بنظرة واحدة ثم عاد ينظر للكتاب وهو يقول متعمدا مضايقتها 
طلعتي بتعرفي تتشيكي! ياترى ليه كلفتي نفسك كده!
فلم تبدي انزعاجها و 
عادي
ترك الكتاب ودعس بقايا سيجارته ثم نهض وضع يسراه في جيبه و 
اللي قولتلك عليه هتنفذيه بالحرف مفيش كلمة تنقص ولا كلمة تزيد يعني ياريت متشغليش دماغك
ف انفعلت وهي تقول 
أنا مش غبية عشان تفهمني كذا مرة
ف ابتسم بسخرية و 
واضح إنك مش غبية خالص عشان كده هتاخدي أكبر قلم في حياتك بعد ساعتين من دلوقتي 
آ 
فقاطعها و 
مش لازم تردي وتزعقي وتتعبي نفسك هتحتاجي للطاقة دي لما نرجع
ومر من جوارها بينما كانت هي متصلبة في مكانها فتوقف عن السير ونظر نحوها وهو يقول 
المفروض أشاورلك على الطريق ولا أمسك إيدك وأوجهك بنفسي زي العيال الصغيرة
تشنجت وهي تسير نحوه حتى تجاوزته ثم مشت ب اتجاه الباب وقد وصل ڠضبها منه لذروته في حين كان
تم نسخ الرابط